أخبار

سفارة دولة فلسطين في سلطنة عمان تصدر بيانا عن الذكرى الـ 75 للنكبة

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

رصد – أثير

أصدرت سفارة دولة فلسطين في سلطنة عمان بيانا عن الذكرى الـ 75 للنكبة.

وحصلت “أثير” على نسخة منه، وتنشره للقارئ الكريم بنصه.

“اليوم الخامس عشر من مايو هي الذكرى الخامسة والسبعون لنكبة فلسطين، حيث اكتملت حلقات المؤامرة الاستعمارية التي استهدفت المنطقة العربية، بدءاً باتفاقيات سايكس بيكو التي قسمت دول المنطقة العربية واخضعتها لاستعمار بغيض يقوم على فرض سيطرته الاستعمارية بالقوة، وتقسيم النفوذ بين تلك الدول، مروراً بوعد بلفور في 2 نوفمبر 1917م.

كانت فلسطين أكبر الضحايا، من المخطط الاستعماري، فقد كانت نقطة الارتكاز لمشروعٍ، حمل في طياته أهدافًا إستراتيجية بعيدة المدى، تتعلق بخلق كيان جديد يشكل حاجزاً بشريًا وسياسيًا، يسهم من منظور من خططوا له على إبقاء المنطقة ضعيفة مقسمة، وغير قادرة على إدارة مواردها السياسية والاقتصادية والجغرافية، ولعل الأسس التي وضعت لذلك كانت في العام 1907م في مؤتمر كامبل، الذي حضرته 7 دول أوروبية في ذلك إلحين ورسمت إستراتجية بطريقة محكمة، ونسقت لاحقاً مع الحركة الصهيونية التي أبدت استعدادًا لتكون أساس هذا المشروع، وأن تكون تلك الدولة التي تشكل ضمانة استمرار القوى الاستعمارية بسيطرتها على المنطقة ومقدراتها.

شكل قرار التقسيم 181 الصادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر 1947م، والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، بعد كل ما شهدته فلسطين من هجرة يهودية مكثفة في ظل انتداب بريطاني، أسس ووفر كل الفرص لإقامة دولة إسرائيل، وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني واحتلال ما يزيد على 78 % من أرض فلسطين التاريخية، دون حتى الالتزام بقرار التقسيم بل تجاوزته بشكل كبير.

ومنذ تلك النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في الخامس عشر من مايو عام 1948م، قرر الشعب الفلسطيني أن لا يقبل بالأمر الواقع، رافضًا الفكرة بالكامل وعاقدًا العزم على أن لا يقبل بأن تنتهك حقوقه المشروعة السياسية والتاريخية في أرضه وطنه.

فكانت انطلاقة الحركة الوطنية الفلسطينية في منتصف الستينات بأخذ زمام المبادرة الفلسطينية في خوض عملية التحرير واستعادة الأرض المسلوبة، إلا أن المخططين الاستعماريين ذهبوا أبعد من ذلك وقطعوا الطريق باحتلالهم بقية الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعض الأراضي العربية في مصر وسوريا في حرب العام 1967م.

إذاً كبرت النكبة وزاد الاصرار الفلسطيني على الاستمرار بثوراته ونضاله، وخاض نضالاً وكفاحاً بطولياً رغم صعوبة التحديات، وقوة العدو والقوى الاستعمارية الداعمة له، إلا أن إرادة الشعوب تعطي مفعولها مهما كانت محدودية الامكانيات وقلة الدعم والاسناد المطلوب، وجنباً إلى جنب، جنحت الثورة الفلسطينية التي تقودها منظمة التحرير الفلسطينية إلى العمل السياسي، وواقعية الطرح السياسي فتبنت برنامجاً مرحلياً سياسياً، يتواءم والوقائع على الأرض، الأمر الذي أفضى إلى اعتراف عربي ودولي بالمنظمة في نوفمبر 1974م كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.

كان النضال الفلسطيني وحركته السياسية، يتأثر بالتطورات على الصعد الإقليمية والدولية، وحين نجحت إسرائيل بقوتها العسكرية في إبعاد القوات الفلسطينية عن منطقة الصراع المباشر، بعد غزو بيروت في العام 1982م بدأت القيادة الفلسطينية بالبحث عن بدائل سياسية، تبقي القضية الفلسطينية في مركز وجوهر الصراع في الشرق الأوسط، فكان مؤتمر مدريد ثم اتفاقية أوسلو التي قضت بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994م.

عززت القيادة الفلسطينية من موقعها السياسي بإنشاء سلطة وطنية على ما تيسر من مناطق استعادتها بفضل ذلك الاتفاق، فشكل ذلك قاعدة هامة لها، بالإضافة إلى بنائها لمؤسسات السلطة التي هي بمثابة مؤسسات الدولة.

ونشطت الدبلوماسية الفلسطينية، وبمساندة عربية ودولية استطاعت في العام 2012م من الحصول على اعتراف بدولة غير عضو (مراقب) في الأمم المتحدة واعترفت بها أكثر من 140 دولة، كما أنها نجحت في الانضمام إلى عدد كبير من المنظمات والاتفاقيات الدولية.

وحيث سعت القيادة الفلسطينية دائماً والتزمت بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، وبالتوجهات الدولية التي أكدت على أن حل الدولتين هو الطريق الأمثل والأجدى لانهاء الصراع، إلا أن إسرائيل، دولة الاحتلال، تنصلت من كل الالتزامات والاتفاقيات الموقعة وماطلت بشكل واضح في التقدم في العملية السياسية والتي شهدت توقفاً كاملا، ترافق مع ذلك إجراءات عدوانية وممارسات على الأرض تتعلق بتوسيع الاستيطان والاجتياحات المستمرة وهدم البيوت ونقل السكان واستمرار عدوانها وحصارها على قطاع غزة، بالإضافة إلى الاقتطاعات المالية غير المشروعة، والتي تشكل انتهاكاً واضحاً للاتفاقيات الموقعة والملزمة، وكل ذلك يتنافى مع الاتفاقيات الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، والاتفاقات الموقعة بين الجانبين.

اليوم ونحن نحيي الذكرى الخامسة والسبعون، والذي ستحييه هذا العام منظمة الأمم المتحدة، في سابقة هي الأولى من نوعها، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تبدو الصورة أكثر ضبابية، وتزداد السياسة الإسرائيلية تعنتاً في ظل حالة صعبة تشهدها دول المنطقة، وبالتالي تتراجع التدخلات الدولية التقليدية للقوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع، التي كانت تسعى لتقريب وجهات النظر، أو رعاية العملية السياسية، دون أن يكون هناك حديث جدي أو أفعال ظاهرة لتحريك العملية السياسية.

75 عاماً على النكبة والتشرد، و75 عاماً على استمرار الإرادة النضالية والإيمان بحقوق شعبنا، والتي لن تسقط بالتقادم ولا بالخذلان، وسيبقى شعبنا الفلسطيني مؤمناً أنه مهما بلغت الهجمة العدوانية والصمت المريب، سيبقى متمسكاً بحقوقه الثابتة والتاريخية على أرض الوطن، ولن ينال اليأس منه، فهذا الشعب المتجذر خاض المعارك وواجه الغزوات منذ فجر التاريخ، وكان يجتازها، واليوم هو ثابت صامد على أرض وطنه، ولابد لفجره أن يبزغ يوماً وتقوم فلسطين دولة مستقلة بعاصمتها القدس وينتهي الاحتلال إلى الأبد، ويحقق عودته المشروعة إلى أرض وطنه، إن آجلاً أم عاجلاً”.

Your Page Title