أثير-جميلة العبرية
يصاب الأطفال بمشاكل في تنظيم دقات القلب؛ مما يستدعي وضع جهاز منظم لدقات قلبهم، لكن آباءهم يقومون في الغالب بالاستفسار عن إمكانية القيام بهذا الإجراء، ومدى مأمونيته.
بالحديث عن هذا الموضوع قال الدكتور هلال بن ناصر الريامي استشاري أمراض قلب – أطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس لـ “أثير”: بداية ينبغي الحديث عن بعض الأسباب التي تؤدي إلى مشاكل في انتظام دقات القلب وأهمها بعد عمليات القلب المفتوحة، وأيضا قد يكون السبب نتيجة لإصابة الأم ببعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء، وأحيانًا يولد الطفل بمشكلة في تنظيم دقات القلب دون معرفة الأسباب.
وأضاف: تتفاوت الأعراض حسب عمر الطفل حيث إن بعض الأطفال يولدون مفارقين للحياة بسبب هذه المشكلة، في حين يعاني البعض بعد الولادة من قلة النشاط والوهن الشديد نتيجة لانخفاض دقات القلب، في حين أن الأطفال الأكبر سنا قد يكون أحد الأعراض مهم هو الشعور بخفقان و انخفاض دقات القلب أو الإغماء .
وأشار الدكتور إلى أنه يتم تشخيص الحالات من قبل أطباء القلب المختصين، وعادة تكون هناك رقابة مشددة وفحوصات عديدة لمعرفة الأسباب، وفي حالة التأكد من الحالة غالبًا ما يحتاج الأطفال لجهاز منظم لدقات القلب؛ فيتم تركيب الجهاز في الصدر أو البطن حسب عمر الطفل مع وجود اتصال مباشر مع القلب.
وأوضح الدكتور بأن الجهاز عادة ما يكون صغير الحجم ويتم تركيبه بعملية جراحية، وهناك أنواع متعددة له يتم الاختيار منها حسب سبب المشكلة المرضية، مؤكدًا بأن الهدف الأساسي من زراعة الجهاز هو تنظيم دقات القلب ومنع الانخفاض الشديد لها، حيث قد تؤدي إلى الوفاة.
وذكر: هذا الإجراء آمن وضروري لإنقاذ حياة الأطفال والكبار عندما تستدعي الحالة الصحية ذلك، لكن لا تخلو هذه العملية من المخاطر المتمثلة في العدوى والكدمات وتجمع الدم أو الاسترواح الرئوي.
وقال أيضا: ليس هناك مشاكل في الجهاز حيث إن حدوثها نادر خصوصًا إذا كانت هناك متابعة جيدة، لكن قد يحدث تسارع في دقات القلب أو نفاذ للبطارية في حالة عدم المتابعة بشكل مستمر، فعمر البطارية للجهاز عادة تستمر لمدة تتراوح بين ٥ إلى ١٠ سنوات، ويستطيع الطبيب معرفة عمر البطارية وأيضا بيانات عمل القلب وعمل الجهاز بشكل سهل وسريع من خلال تنزيل هذه البيانات عند الزيارة الدورية .
ونبّه الدكتور إلى أهمية تزويد المريض بطاقة تبين أن لديه هذا الجهاز حيث يسهل ذلك عمل الفرق الطبية ويمنع حدوث بعض المشاكل مثل إمكانية عمل أشعة الرنين المغناطيسي، حيث إن أغلب الأجهزة تكون آمنة؛ لكن البعض منها لا يتناسب مع الأشعة خصوصًا في المطارات.
وفي الختام قال الدكتور هلال الريامي: بشكل عام في حالة الحاجة إلى هذا الجهاز ينبغي على الطفل وأهله معرفة المعلومات المهمة عن المرض المسبب للمشكلة، وأيضا معرفة معلومات كافية عن الجهاز، مع العلم أن الطفل يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد زراعة الجهاز.