حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان

حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان
حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان

أثير – مكتب أثير في تونس
حاوره: محمد الهادي الجزيري


قديم جديد، فهو قديم لأنّه حاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة السلطان قابوس في العام 2006م وقضّى فيها قرابة ثلاث سنوات، وهو جديد فقد أتى إلى سلطنة عُمان بداية هذه السنة الجامعية 2022-2023، أضف لكونه أصيل المناطق الحدودية اليمنية العمانية، من قَبل الجلوس إلينا الأستاذ الدكتور عامر فائل بلحاف، درّس في اليمن وفي السعودية وحطّ الرحال بمطلع الشمس، ولم نجد صعوبة في مساءلته بل كان سلسا وأجاب على أسئلتنا بكلّ أريحية، وخاصة حين سألناه عن اليمن الجريح، ثمّة أسئلة كثيرة وأجوبة ضافية مع هذا اليمني الشهم النبيل.

ـ نودّ أن تحدّثنا عن سبب قدومك إلى سلطنة عُمان وإلى محافظة شمال الشرقية، ومتى كان ذلك؟

ـ نودّ أن تحدّثنا عن سبب قدومك إلى سلطنة عُمان وإلى محافظة شمال الشرقية، ومتى كان ذلك؟

في البدء يطيب لي أن أشكركم على هذه اللفتة الكريمة التي أطلّ من خلالها على قراء موقع أثير، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحبّ ويرضى، قدمتُ إلى سلطنة عُمان مطلع هذه السنة الجامعية 2022 – 2023، وتحديدًا إلى محافظة شمال الشرقية للعمل في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الشرقية أستاذًا للغة والنحو، بعد أن قضيتُ السنوات العشر الأخيرة في جامعة نجران بالمملكة العربية السعودية.

ـ هل وجدت صعوبة في الاندماج مع المجتمع العُماني المتفتح على مختلف الجنسيات؟

ـ هل وجدت صعوبة في الاندماج مع المجتمع العُماني المتفتح على مختلف الجنسيات؟

في الحقيقة لا، ولأسباب عدة، أوّلها أنني حاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة السلطان قابوس في العام 2006م، وعشتُ واحدة من أجمل أيام العمر في مسقط حاضرة عُمان ثلاث سنوات تقريبًا، وثانيها أن سلطنة عُمان من البلدان التي لا يجد الوافد إليها صعوبة في التأقلم، فشعبها لطيف وكريم ومضياف، وعلى درجة عالية جدا من الأدب والذوق الرفيع، وثالثها أنني من سكان المناطق الحدودية اليمنية العمانية، فالعادات والتقاليد تكاد تكون واحدة.

حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان
حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان

ـ هل تأقلمت سريعا مع الزملاء والطلبة في بداية عملك في الجامعة؟

ـ هل تأقلمت سريعا مع الزملاء والطلبة في بداية عملك في الجامعة؟

لله الحمد، نعم، فالجميع في جامعة الشرقية متعاون وودود، الجامعة تسير وفق نظام أكاديمي وإداري دقيق، الإجراءات تتم بسهولة وسلاسة، وربّما ساعدني أيضا على سرعة التأقلم فترة عملي السابقة التي وفرت الخبرة الكافية للانخراط في أيّ جامعة خليجية.

ـ درّست في جامعات سعودية ويمنية والآن في جامعة الشرقية، فهل توجد فوارق في النظام التربوي التدريسي أم هناك تطابق تام؟

ـ درّست في جامعات سعودية ويمنية والآن في جامعة الشرقية، فهل توجد فوارق في النظام التربوي التدريسي أم هناك تطابق تام؟

ما يميّز النظام الجامعي الخليجي بوجه عام أنه يتطور بطريقة سريعة، ويواكب المستجدات بصورة كبيرة، الإمكانات المادية وغير المادية كبيرة، وهناك تقدم ملحوظ على مختلف الصُعد، في جامعة الشرقية تمّ الاستفادة من النظم الإلكترونية بشكل كبير (القبول والتسجيل – الاحتياجات الأكاديمية – نظم الحضور والغياب)، فأضحى العمل أيسر. في المقابل تركز الجامعة هنا – وقبلها جامعة نجران– على أدوار عضو هيئة التدريس التي لم تعد تنحصر فقط في التعليم والتدريس فقط، بل تعدتها إلى البحث العلمي وخدمة الجامعة والمجتمع.

حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان
حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان

ـ هل تعدّ لنا كتابا جديدا؟ وهل هناك بحوث علمية أنت بصدد القيام بها؟

ـ هل تعدّ لنا كتابا جديدا؟ وهل هناك بحوث علمية أنت بصدد القيام بها؟

انتهيتُ بحمد الله قبل أيّام من كتاب جديد يحمل عنوان (فصول في اللغة والنحو والتراجم)، وقد دفعتُ به إلى المطبعة، ومن المتوقع أن يرى النور قريبا، كما أستعد هذه الأيام للمشاركة بورقة علمية عنوانها (بناء للفعل للمجهول في اللغة المهرية) في مؤتمر اللغات العربية الجنوبية الحديثة والقديمة، والذي سينعقد في باريس نهاية يونيو الجاري، ولي مشاركة بإذن الله في ندوة تحمل عنوان (المأثورات الشعرية الشعبية في ظفار) تنعقد في صلالة منتصف أغسطس القادم.

ـ هل وجدت صعوبة ما في اختلاطك بالناس وعاداتهم، أصار لك أصدقاء منهم يزورنك وتزورهم من حين إلى حين؟

ـ هل وجدت صعوبة ما في اختلاطك بالناس وعاداتهم، أصار لك أصدقاء منهم يزورنك وتزورهم من حين إلى حين؟

لم أجد أي صعوبة في ذلك، فالناس هنا على درجة عالية من اللطف والود ودماثة الخلق: الزملاء، الطلاب، الجيران، جماعة المسجد، صار لي أصدقاء أتشرف بزيارتهم ويزورونني، نقضي بعض الأمسيات –متى توفّرت– مع أصدقاء وزملاء، نتجاذب فيها الحديث في اللغة والأدب، وشؤووننا العامة والخاصة.

ـ حين نقول لك “اليمن” بماذا تجيب ..وماذا تقول؟

ـ حين نقول لك “اليمن” بماذا تجيب ..وماذا تقول؟

سأجيب برائعة شاعر اليمن الكبير البردوني الذي قال:

لأني رضيعُ بيانٍ وصرف … أجوعُ  لحرف وأقتاتُ حرفْ
لأني ولدتُ بباب النحاة … أظلُّ أواصل هرفاً بهرفْ
أنوء بوجهٍ كأخبار كان … بجَنبين من حرف جرٍّ وظرفْ
أعندي لعينيك يا موطني .. سوى الحرفِ أعطيه سكباً وغرفْ
أتسألني كيف أعطيك شعرًا … وأنت تؤملُ دورا وجرفْ
أُفصلُ للياء وجها بهيجًا … وللميم جيدا وللنون طرفْ
أصوغ قوامك من كل حسن … وأكسوك ضوءاً ولوناً وعُرفْ




ـ ونحن نحاور يمنيا عاشقا لبلاده، رأيك في مساعي السلطنة في رأب الصدع ووأد الفتنة لكي يعمّ اليمن السلام والطمأنينة؟

ـ ونحن نحاور يمنيا عاشقا لبلاده، رأيك في مساعي السلطنة في رأب الصدع ووأد الفتنة لكي يعمّ اليمن السلام والطمأنينة؟

تبذل سلطنة عمان –ومنذ سنوات– جهودا مخلصة لإنهاء الحرب في اليمن، وهو موقف غير مستغرب منها، فهي الجار المخلص الوفي الذي يراعي حق الجوار وحق العروبة والإسلام، هكذا عرفناها وهكذا عهدناها، تصول وتجول من خلال دبلوماسيتها الحكيمة لتقريب وجهات النظر، والبحث عن حلول تكفل إنهاء معاناة شعب أصيل، وسيسجل التاريخ بلا شك هذه المواقف بحروف من نور.

حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان
حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان

ـ كيف تقضي وقت فراغك؟ هل استهوتك مناطق معيّنة بولاية إبراء؟ وهل ثمّة أماكن راقت لك؟

ـ كيف تقضي وقت فراغك؟ هل استهوتك مناطق معيّنة بولاية إبراء؟ وهل ثمّة أماكن راقت لك؟

معظم الوقت أقضيه في العمل في الجامعة، وهناك وقت بلا شك مخصص للتأليف والبحث. زرت بعض الأماكن الجميلة في إبراء، حضرتُ في يوم من الأيام سوقها الجميل الأربعاء، الأودية هنا جميلة وبديعة، ذهبتُ ذات مساء إلى (بدية) في ضيافة أحد الزملاء، زرتُ مع العائلة ولاية صور، واستمتعنا بساحلها وبحرها البديع، عُمان بلد جميل جدا، تتنوع فيه التضاريس والمواقع، وهو جدير بالزيارة لمن لم يزره.

ـ اعتدنا على نبش ذاكرة محاورينا لتحدّثنا عن واقعة طريفة أو نادرة معيّنة وقعت لهم، هل حدثت لك مع العُمانيين الطيبين طرفة ما تريد مقاسمتها مع قراء أثير؟

من المواقف الطريفة لي في عُمان…،عندما قدمتُ في العام 2004م لدراسة الماجستير في جامعة السلطان قابوس، حيث وقفت في اليوم التالي لوصولي على الشارع بانتظار سيارة أجرة، أوقفتُ السيارة الأولى، وطلبتُ من صاحبها أن يقلّني إلى جامعة السلطان قابوس، فقال لي بلهجته العمانية الجميلة: (تحيد)؟، فلم أفهم مقصوده، وانصرف عني.. أوقفتُ الثانية، فكررتُ السؤال، فأجابني بـ: تحيد؟ ولم أفهم أيضًا، وأنا أتصبب عرقًا في يوم صيفي حار، أوقفتُ السيارة الثالثة، فكررتُ السؤال ليجيبني: تفضل… فسردتُ للسائق الموقف وسألته عن معنى (تحيد) فقال: تحيد في لهجتنا بمعنى: تعرف.

حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان
حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان حوار مع الدكتور عامر فائل بلحاف: من عُمان إلى اليمن ونجران والعودة إلى عمان
Your Page Title