أثير – ريـمـا الشـيخ
قالت شرطة عمان السلطانية بأن رجال شرطة خفر السواحل بقيادة شرطة محافظة جنوب الباطنة أنقذوا حياة طفلين من الغرق أثناء ممارستهما السباحة في ولاية بركاء حيث قدمت لهما الإسعافات الأولية ونقلا إلى المستشفى. ودعت شرطة عمان السلطانية المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر عند ارتياد البحر أو أماكن تجمعات المياه والبرك والأودية ومراقبة الأطفال اثناء السباحة.
“أثير” تواصلت مع الدكتورة وجود بنت سعيد الشبلية طبيبة أطفال في المديرية العام لشمال الباطنة، للحديث عن حوادث غرق الأطفال حيث أوضحت في بداية حديثها بأن الغرق هو عندما تحدث إعاقة في التنفس بسبب الوجود في الماء أو غيره من السوائل، حيث ذلك إلى نقص الأكسجين الذي يصل إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والقلب.
وأضافت: قد تختلف المصطلحات في أنواع الغرق مثل الغرق المميت وغير المميت، والغرق الجاف وغير الجاف، والغرق الثانوي، والغرق الإيجابي والسلبي، كذلك هنالك مصطلحات أخرى للغرق عن طريق الغطس أو الغمر، والغرق في الماء العذب والمالح، لكن طريقة إسعاف المريض والتعامل مع حالات الغرق في الطوارئ تبقى واحدة.
وشرحت الدكتورة خلال حديثها بعض أنواع الغرق والأكثر شيوعًا، وفق الآتي:
١.الغرق المبتل: الأكثر شيوعا، وفيه يتسرب الماء إلى ممرات الجهاز التنفسي والرئة، لينتقل من بعدها إلى الدم.
١.الغرق المبتل:
٢.الغرق الناشف أو الجاف: يحدث كرد فعل لانقباض الحنجرة وإغلاق مجرى التنفس مؤديا بذلك إلى الاختناق، ولا يحدث تسرب للمياه إلى الممرات التنفسية، وهي أكثر ما تُلاحظ لدى الأطفال والنساء، وفي حالة السقوط في الماء القذر أو الماء الحاوي على الكلور.
٢.الغرق الناشف أو الجاف:
٣.الغرق الثانوي: يرجع إلى توقف القلب بسبب سقوط المصاب في الماء البارد جدا، والعائد إلى ردة فعل في حال تسرب المياه إلى الممرات التنفسية أو إلى الأذن الوسطى في حال إصابة طبلة الأذن، ومن علاماته حدوث انقباض للأوعية الدموية الطرفية بصورة قوية.
٣.الغرق الثانوي:
وأكدت الدكتورة بأن كل الأنواع تؤدي إلى تعرض الطفل للحرمان من الأكسجين، إما عن طريق دخول الماء للرئتين أو قد يحدث تشنج شديد في الحبال الصوتية، مما يحول مُؤقتًا دون وصول الماء إلى الرئتين، لكن في الوقت نفسه يعرقل التنفس، وفي كلتا الحالتين، لا تستطيع الرئة نقل الأكسجين إلى الدم، وقد يُؤدي هذا الانخفاض في مستوى الأكسجين في الدم إلى ضرر في الدماغ وإلى الوفاة.
أما عن أعراض الغرق، فقالت: يكافح الأطفال الذين يُواجهون الغرق للتنفس وهم غير قادرين على طلب المساعدة في أقل من دقيقة واحدة، ويعاني الأطفال الذين يتم إنقاذهم من عدة أعراض، فقد يكون الطفل يقظا أو في حالة نُعاس أو فقد للوعي، وقد لا يتنفس. بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتنفسون، قد يلهثُون لالتقاط أنفاسهم أو يتقيؤون أو يسعلون أو يصدرون أزيزًا مع التنفس، مع زرقة الوجه والشفتين والأظافر وهذا مؤشر لقلة الأكسجين بالدم كذلك اضطراب الحواس وانخفاض مستوى التجاوب.
أما عن العلاج فذكرت: يختلف من حالة لأخرى، فقد يحتاج الطفل إلى التنفس الاصطناعي والإنعاش القلبي الرئوي والأكسجين وبتراكيز عالية أحيانًا أو عن طريق جهاز التنفس تحت ضغط مرتفع، وإذا حدث أزيز تنفسي، يمكن أن تفيد موسعات القصبات الهوائية، وفي حال كذلك حدوث عدوى، يجب إعطاء الطفل المضادات حيوية، ويجب مراعاة كذلك حالات الغرق في الماء البارد، فقد يعاني الأشخاص من انخفاض خطير في درجة الحرارة وقد يحتاجون إلى تدفئة أجسامهم ومتابعة حالتهم بعناية.
وفي ختام حديثها مع “أثير”، أكدت الدكتورة وجود الشبلية بأن الوقاية من الغرق هي الأهم والأبرز لتجنب هذه الحوادث، وعلينا أولا معرفة أن الأطفال يمكن أن يغرقوا في أقل من بوصة واحدة أو بوصتين من الماء، ويمكن أن يحدث ذلك بصمت وفي غضون ثوانٍ إذا غطت كمية صغيرة من الماء أنفهم وفمهم، فلن يتمكنوا من التنفس. كما ينبغي أن تخضع المسابح للشروط والقوانين المحلية الخاصة بالسلامة، كذلك أهميه وجود الإشراف المستمر للطفل أثناء وجوده حول الماء، ويجب أن ينطوي الإشراف المثالي على عدم الابتعاد عن الطفل لمسافة تزيد على ذراع، مع توفر العوامات وسترات النجاة المناسبة لكل طفل بحسب عمره.
وأكدت الدكتورة أيضا ضرورة توفر منقذين مدربين على الإنعاش الرئوي وتقنيات الإنقاذ، وأن توجد لدى الفريق آلية للتواصل بخدمات الطوارئ والإسعاف في المنطقة. كما يجب على الأهالي تجنب الالتهاء أو استخدام الهاتف الخلوي أثناء مراقبة الأطفال حول المياه، وتعلم الإنعاش القلبي الرئوي (CPR).