فضاءات

قراءة لـ “أثير” في إصدار “أنا سراب …لمن لا يُؤمن بالماء”

قراءة لـ “أثير” في إصدار “أنا سراب …لمن لا يُؤمن بالماء”
قراءة لـ “أثير” في إصدار “أنا سراب …لمن لا يُؤمن بالماء” قراءة لـ “أثير” في إصدار “أنا سراب …لمن لا يُؤمن بالماء”

أثير- مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري


” أنا سراب …لمن لا يؤمن بالماء ” ..أوّل إصدار لها وستليه منشورات أخرى في الشعر والقصة القصيرة ..، هذا ما صرّحت به الشاعرة سراب غانم أثناء توقيعها لمجموعتها في معرض أبو ظبي للكتاب مؤخّرا، وعلما أنّ هذا المتن النثري ورد في 121 صفحة من القطع المتوسط، تضمّنت عشرين نصا تعكس فيها الشاعرة تجربة تتسم بالابتعاد عن النمطية في عناوينها ومضامينها وحالاتها الشعرية، وقد أشار به إليّ الصديق الشاعر أحمد الصويري ..وها إنّي أخوض فيه ….

نصّ أم قصيدة ..؟، سنتبع الشاعرة في ما ذهبت إليه : ونقول نصّ وإن كان كلّ حرف فيه يحاول شعرية باذخة ، على كلّ هذا ما اختارته هي بنفسها ولها ذلك ..، النصّ الأوّل ” عقدة في أوّل الخيط ” تعدّد فيه جملة أحزانها من يُتْم وجوع وكوابيس وتيه لا نهاية له، وفي خاتمة النصّ نقرأ لها :

” لي ..

من اليأس وهم

أمل أحمق

كعينِ عجوز

تناور خرم إبرة

لي منكَ

كلّ ما سبق

ومنّي..

لي خيط

إلى الآن لا يزالُ

يحاولك “

في نصّ آخر بعنوان ” نبضٌ لامرأة جثّة ” تواصل الشاعرة تقديم ذاتها قربان حبّ مع الاعتذار كونها بكلّها لم تنجُ تماما من الحبّ الذي لم يترك منها سوى قلبها، وهل يكفي لنهم الحبيب الذي تشبّهه بالطائر الجائع ..، سؤال يبقى مفتوح على مصراعيه ..وليس له إلا الشعر القادم ..والبوح الذي سيصدر من خفايا العاشقة ..ولكن علينا أن ننتظر ..:

” لم ينجُ منّي الآن

إلاّ قلبي..

أنا امرأة بقلبٍ حنطةٍ

وأنتَ بِ..كلّك تأتي إليّ

طيرا..

ينقرُ على حافة شُبّاكه

ويغنّي..

فهل سيكفي لـِ كُلّكَ قلبي ؟ “

ثمّة نصّ عنوانه ” كمشة سُكّر ” تعود بنا سراب غانم فيه …إلى طفولتنا وشقاوتنا وتنشر قلوب العشاق في حبال غسيل ..، وتداوي قلبها بالملح حتّى تتمكّن من عضّه ..، يا لها من شقيّة ..ما فعلت بنا تُغمض أعيننا في لعبة الغميضة ..، فنعود على عجل إلى طفولة ..، كبرنا ولكنها فينا وفي ذاكرتنا ..:

” كنّا صغارا

نلعب لعبة الغميضة

تُغمض عينيك

تبدأ العدّ

فأختبئ

كبرنا الآن..

تبادلنا الأدوار..

وقبل أن أبدأ العدّ

أبحث عنك

فلا أجدك “

وحتّى نفهم الشاعرة ونظرتها للشعر بأنواعه ..، نقتطف من حوار أجرته في أجواء معرض أبو ظبي للكتاب ..، قالت سراب غانم بكلّ أريحية ووضوح:

” علينا أن نفصل ما بين قصيدة النثر والفقرة النثرية العادية من حيث الشكل والتكثيف والإيقاع الداخلي، فالعنصر الأساسي المشترك بين كل أشكال القصيدة إن كانت عمودية أو تفعيلة أو حتى القصيدة النثرية هو “الشاعريّة”. وهذا ما يجعلني أطرب وأصفق لقصيدة عن سواها، وهذه الشاعرية التي نراها في عوالم النص تتحقق باحتوائها على عناصر وفنيّات متعددة في التراكيب، التصوير، التخيّل، قوة اللغة وطواعيتها ..”.

Your Page Title