أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
أعلم أنّك قرّرتَ دون وعي ..أن تكون سجينا أبديّا داخل قوقعتك ..
فكلّ الكيان الصهيوني حُشر داخل قبّة حديدية ..واطمئنّ العالم الحرّ على ابنته المدلّلة المعتوهة التي أطلق عليها اسم ” إسرائيل ” ، فقد صارت في زجاجة بلورية تحميها من كلّ خطر داهم ..قد يؤثر فيها وقد يمحو ورما ينزّ عفونة كريهة ..، لا بأس فقد أحاطوا درّتهم المكنونة بستار عازل وواق من كلّ شيء ..، ويمكنها أن تستلقي وتنام مطمئنة آمنة ..فقد حفظت نفسها ..كما يمكنها أن تتهاطل بالقنابل والصواريخ على الأعداء الفاسقين ..هؤلاء المتظاهرين بالشعب الأعزل ..، خلاصة القول: الحياة حلوة ………..
لكن لي بعض الأسئلة والاستفسارات إن سمحت لي البنت المسعورة والأمّ المجنونة أمريكا الحرة الديمقراطية ..، ومع ذلك سأرمي بها من مكاني ..، من بيتي الواقع في المدينة العتيقة بتونس ..على جدار القبة الحديدية ..وليحدث ما سيحدث ..:
1 ـ هل سيولد كلّ رضيع منكم ..ويكبر في حضن أمّه ..ويدرس ثمّ يتزوج ..إلى أن يموت وهو محاصر بهذه الفقاعة من حوله ..؟ ألن يشتاق لحرية أكبر ..؟ ، ألن نسافر خارج الفقاعة مرّة واحدة ..ليرى العالم ؟ ..
2 ـ كم من شرطيّ ومخبر وعميل يحرسونه من شرّ العين وغدر الشعب الأعزل ..؟، (على فكرة إن ذلك الشعب العظيم بقدر ما تقتلونه يزداد انتشارا في الأرض ..)، فحذار يا إسرائيل إنّ الأيام تعدّ لك أخبارا عاجلة سيئة جدّا ..، إن تجرّأ واحد من عصابتك المسجونة في غلاف واق وعازل ..على الخروج منه أو لنقل على التحرّر منه ..حذار إنّ العالم وليس الشعب الفلسطيني ..ينتظر بفارغ الصبر رؤية أحد الصهاينة يتجوّل دون حراسة شديدة…
3 ـ ثمّ ..ولا بدّ من ثمّ ليستمر الكلام كما قال أحد الشعراء ..، ثمّ إن لعن شيطانه وقرّر العيش طول العمر في الكيان الصهيوني المحدّد بالقبة الحديدية ..، فمن سيتكفل بمؤونته ربّما وهذا أغلب الظنّ ..ربّما ستكون الماما والعمّة أمريكا ..ستجلب له كلّ أسباب الحياة الدنيا ..، ستأتي رغم أنف الشعب الأمريكي الدافع للضرائب بكلّ لذيذ ومغذّ وقد يتسبب في سمنة فظيعة ..وقد يتحوّل ..، سيتحوّل شعب الله المختار إلى قطيع من الخنازير الملتهمة لكلّ السلع المستوردة ..، كلّ خِنَّوْص سيرضع ويشرب ويعبّ خيرات أمريكا وظهره على زجاج القبة ..، وحين يشبّ ويصبح خنزيرا سيلتهم كلّ ما تلتقطه يديه ويبلعه فمه الكريه الممتلئ بالدنيا ..، إلى أن يسقط ميتا ..من دون أن يخدش جسمه رصاص أو ما شابه ذلك ..وإنّه لمجد تليد ..إذ لم تحقّق هذا الإعجاز إلا إسرائيل ..، الموت في حرب معلنة دون قتال أو عنف أو مجادلة..، كذلك يموت الخنازير ..، كذلك قالت أمريكا ..وسيكون لها ذلك ريثما تستعدّ أرحام النساء لولادة أجيال جديدة ..بدل 10000 وأكثر ..ممّن ردموهم أحياء بالتراب والركام والفجيعة ………..
وآخر القول والصراخ والهتاف :
” لا تدّخرْ نبضا إذنْ
لا تدّخرْ حجرا لنجدتها
ولا تذرف سوى دمك الغزير إذا التحمت بها
لتروي مجدها وشبابها
لا تدّخرْ حجرا…
أصيصُ الورد يصلح أن يكون قذيفة.
كتبُ السماءِ
مجلّداتُ الرفض والحريّة الحمراءِ
شاهدةٌ تآنسُ قبر أمّكَ…
كلّ شيء صالح للقذفِ في وجه الغبار المنتشرْ
لا شيء إن طال المسوخ الياسمينةَ
يستحقّ العيش
ذاتُكَ
أهلُ قلبكَ
ربّ أهلكَ
نسلكَ الشعريّ والفكريّ والبشريُّ
بل كلّ البشرْ
اضربْ فكلّك في خطرْ
اضربْ بكلّك وانتصرْ “