فضاءات

جنوب أفريقيا ذات نسب لنا في النّضال

جنوب أفريقيا ذات نسب لنا في النّضال
جنوب أفريقيا ذات نسب لنا في النّضال جنوب أفريقيا ذات نسب لنا في النّضال

أثير- مكتب أثير في دمشق

إعداد: الأديبة والكاتبة غادة العيسى مديرة المسرح القومي السوري

الجنوب لم يعد اتجاها بالبوصلة المعدنية التقليدية بعد الآن، بل أصبحَ هو البوصلة الإنسانية التي تتصدر المشهد، والأسمر أصبحَ لون الإنسانية بأسمى تجلّياتها.

إنّها إفريقيا بجنوبها، تُسقط من قاموسها مصطلح عدم الانحياز، وتنحاز عن سبق إصرارٍ وترصد للحياة والحقّ في الحياة، تنحاز للمظلوم المسجون في بلده، المقطوع عن مسيرة الأمم، المرمي على قارعة الإنسانية، تقول كلمتها لكن لا تمضي، بل ترفع الأيدي السمراء لتدلّ على الحقيقة وتناصرها، لتقول للمجرم كفاكَ توغلا في الإجرام.

إنّها جنوب إفريقيا التي طالما ذاقت وعانت الظّلم الذي ما زال طعمهُ تحت نكهة الحريّة التي نالتها بعد نضال ودماء ورجولة، فهي ذات نسب في النّضال.

أمام محكمة متعددة المشارب والنوايا يقفُ حفيد مانديلا ليطلب العدالةَ لشعب يُقتل على مدار الثواني والدقائق.

العالم كلّه يشخَص بنظرهِ إلى هناك حيث قال الرجل الأول في البلاد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا:لم أشعر بالفخر قَطّ كما أشعر اليوم، ونحن نشعر أيضا بالفخر لفخرك ونتمنى لو كان للعالم قلب يشبه قلبك المفعم بالإنسانية، عالم رفضت بعض دوله الحياد وترادفت مع الحق، حقُّ شعبٍ كامل، حتى لا تكون المجازر مصيره، دول لم يتلوث ضمير حكامها باللا إنسانية حد السكوت عن صراخ الدم من الأوردةِ النازفة في بلد يذبح على مدار الساعة؟؟

هل تنجح بلد مانديلا في الإشارةِ إلى بلدانِ العالم التي تعاقب الضّحية وتثيب الجاني؟
هل تنجحُ الجباهُ السمراء في وضع العالم أمام نفسه؟
وهل سيبقى ميزان العدالة مختلاً إلى ما لا نهاية؟؟
هي أيام سوداء زادتها الحرب أياما بعد المئة في مسلسل القصف والقتل والدمار والسكوت الوقح، والسؤال الأهم هل سيتابع العالم الفرجة على مسلسل الدّم؟؟
وحدها بلدُ مانديلا رفضت الفرجة، ودخلت فنَّ الإخراج بشكلٍ مختلف… إخراج الأحداث عن سكّتها.



Your Page Title