رصد – أثير
منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023م، وما تبعها من عدوان إسرائيلي خلّف 34 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف مصاب فلسطيني، شهدت العديد من البلدان الأوروبية عامة والولايات المتحدة الأمريكية خاصة وقفات تضامنية واحتجاجية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا على غزة.
وقد مثّلت عملية “طوفان الأقصى” نقطة تحول في المجتمعات الغربية عن القضية الفلسطينية على جميع المستويات، حيث شهدت الجامعات الأمريكية -خاصة النخبة منها- هذا الأسبوع احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين بهدف وقف الدعم الأميركي للاحتلال، ووقف التعاون العلمي والبحثي بين جامعات المحتجين وإسرائيل، وسحب أي استثمارات فيها.
أسقطت تلك الاحتجاجات في عموم الولايات المتحدة الأمريكية قناع الديمقراطية عن وجه الإدارة الأمريكية، وقدمت نسخة حيّة من أحدث أساليب الممارسة الديمقراطية في بلد المصدر ذاته، حيث اجتاحت قوات الشرطة والحرس الوطني عدة جامعات لفض الاعتصام الطلابي الاحتجاجي السلمي واعتقالهم، وبحسب وسائل إعلام أمريكية -نقلًا عن شبكة الجزيرة- فقد تم اعتقال أكثر من 500 طالب خلال الاحتجاجات.
بدأت الاحتجاجات الغاضبة من داخل جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك عقب استدعاء رئيسة الجامعة للشرطة المدنية من أجل فض اعتصام طلابي احتجاجي سلمي لتمتد بعد ذلك إلى عدد كبير من الجامعات الأميركية أبرزها جامعة أوهايو الأمريكية ثالث أكبر جامعة في البلاد، وامتدت إلى ألمانيا حيث أقام محتجون مخيمًا أمام مجلس النواب الألماني لمساندة غزة وتدخلت الشرطة الألمانية بالقوة لفض المخيم.
وكان مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأميركي قد تحدث الأربعاء الماضي، من قلب جامعة كولومبيا الأمريكية إلى الطلاب اليهود، وطالب بوقف ما اعتبره تهديدا لهم ومواجهة ما وصفه بانتشار “معاداة السامية” في حرم الجامعات، وتعهد جونسون بدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستدعاء الحرس الوطني لطرد النشطاء من الحرم الجامعي، مضيفًا: “هناك سلطة تنفيذية، وإذا لم يتم احتواء ذلك بسرعة، وإذا لم تتوقف هذه التهديدات والترهيب، سيكون ذلك مناسبا لاستدعاء الحرس الوطني”.