أثير – مازن المقبالي
هناك نباتات عديدة تنمو على المنحدرات في المناطق الجبلية وفي الأتربة الصخرية والكلسية والجصية وتتحمل الظروف القاسية منها نبات القبّار.
في هذا السياق، تواصلت “أثير” مع يوسف بن سليمان القرشوبي، باحث في النباتات والأشجار العُمانية، للحديث عن نبات القبّار، الذي أوضح أنه يوجد نوعين منه: النوع الأول يُسمى اللصف، وهو القبّار الغضروفي (Capparis cartilaginea)، الذي يبدو كالغضروف عند لمسه، وتتحول ثماره إلى اللون الأحمر من الداخل والخارج بعد النضج، والمعروف محليًا باسم القنفر.
أما النوع الثاني فيُسمى القبّار الشوكي (Capparis Spinosa)، والذي يتميز بأشواك أكثر من النوع الأول، وتبقى ثماره خضراء من الخارج وتتحول إلى اللون الأحمر من الداخل بعد النضج، وهو المعروف محليًا باسم اللصافة، وحجمها أصغر من النوع الأول.
القرشوبي أوضح أيضًا أن لنبات القبّار فروعًا عديدة مغطاةً بالأشواك، وأزهاره ذات لون أبيض وموسم تزهيرها طويل، يمتد تقريبًا لخمسة أشهر. لذلك، يهتم بعض مربي النحل بهذه النبتة كمرعى للنحل. ثمار القبّار ذات شكل كمثري، وأوراقها جرداء، سميكة وجلدية، ويبدأ موسم التزهير مع بداية الشهر السادس وحتى بداية الشهر التاسع، والثمار تتشكل باستمرار وتنضج بشكل متتابع تبعًا لوقت عقدها.
علاوةً على ذلك، يُستخدم ثمار القبّار عادةً على شكل مخلل في العديد من المأكولات، مثل السلطات والمعكرونة والبيتزا وغيرها، كما يُستخدم أيضًا كنوع من أنواع التوابل لإضافة نكهة لذيذة. بالإضافة إلى ذلك، إذا تم طبخه بالخل وتمضمض به، فإنه يسكن وجع الأسنان.
القرشوبي أشار إلى أن نبات القبّار يعد مأوى للكثير من الثعابين بسبب كثافته، لذا يجب الانتباه قبل قطع الثمار. وقد وُجد في بعض الكتب القديمة أن أوراق هذا النبات تُعد علاجًا للدغات العقارب، حيث يتم سحق الأوراق وتوضع على مكان اللدغ.
بالإضافة إلى ذلك، كانت تُستخدم الأوراق الجافة لنبات القبّار في علاج الحيوانات المصابة بالقراد، حيث يتم حرق الأوراق الجافة حرقًا خفيفًا وسحقها، ثم عجنها بقليل من الماء والملح ودهن الموضع المصاب بها لمدة ربع ساعة ثم يغسل.
وأخيرًا، أكد القرشوبي أن الأوراق الغضة أو الجذور لنبات اللصافة تُستخدم موضعيًا لآلام الظهر عن طريق طحنها وعجنها بالماء وتوضع على هيئة لبخات، ولكن لا يجب وضعها مباشرة على الجلد لأنها حارة وقد تسبب حروقًا، والأفضل تجنب استعمالها.
جدير بالذكر أن هناك واد في الجبل الأخضر يُسمى وادي القنفور يصب في وادي بني خروص، ويُمكن أن يكون الاسم مشتقًا من نبات القنفر.
