فضاءات

عمان وطنٌ محصّنٌ ضد فيروسات الفتنة

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

عمان وطنٌ محصّنٌ ضد فيروسات الفتنة

 

أثير- موسى الفرعي

 

قال الله تعالى: ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ). صدق الله العظيم

 

أيُّ إيمانٍ ذلك الذي يَمنحُ الآخرَ حقَّ القتلِ وسفكِ الدماء والضحكِ على الأذقان باسم الدين، والدينُ بريءٌ منهم.

 

إنها ثُلةٌ أنّى وضعت أقدامها كثرَ الفسادُ وسالتْ الدماءُ دون حقٍّ أو ذنبٍ، صحيحٌ أني أكادُ أجزمُ أنَّ هذه الثلة لا تمتُّ بصلةٍ إلى حكومةٍ ما وأنهم مجموعةٌ تتصرفُ بشكل فردي هذا إن جاز لي أن أُشيرَ إلى الجماعة بصفة الفرد ( وأرجو أن أكون صائبا في رأيي هذا).

 

وقفتُ على خبرٍ فحواه أنَّ البعضَ يُروجون ويَدعونَ للإسلامِ في عُمان، وكان أولى بهمْ أنْ يُصلحوا أَنفسهم، فهذا البلدُ الذي باركه الحقُّ عزَّ وجل أجلُّ وأقوى من أمراضهم، كما أن الإِنسانَ في هذا الوطنِ روحه أَصيلةٌ وقلبه نَقيٌّ وعقلهُ يُميزُ بين الحقِّ والباطل، وما جاؤوا به لا يأتيه الحقُّ أبداً وهذا أمرٌ لا يَجهلهُ كُلُّ ذي عقل، وإني لمؤمن أنَّ الإنسانَ العُمانيَّ سيحاربُ ذلك الفسادَ الذي جاؤوا مُحمَّلينَ به وذلك بأصالته الدينيةِ التي جُبلَ عليها، وأنَّ الجهات المختصةَ أيضاً لن تَسمحَ بمثل تلك الممارسات التي تَهدفُ إلى تفتيتِ عُرى المجتمع وهو الهدفُ الذي يَسعونَ إليهِ وهو أبعدُ منْ أَنْ تَصلَ إليهِ رغباتهم الدنيئةُ، على الكلِّ أنْ يَقومُ بواجبه تجاه هؤلاء، فهم جماعةٌ تَرتدي ثوبَ الدين وأما أرواحهم فهي جاهليةٌ حتّى آخر نقطة، وإن اعتقدوا أن الله عزَّ وجل لن يحفظَ هذا البلدَ الطيبَ فهم كافرونَ بالحقِّ الذي يُدركونه ويتعمدون عدم رؤيته، وإن ظنوا أن أكاذيبهم ستنطلي على الإِنسانِ في هذا الوطن فهم واهمونَ، وإن اعتقدوا بأنَّ الأمناء على هذا الوطن سيمنحونهم فرصة فهم جاهلون.

 

هذا البلدُ الذي يَتنفسُ كُلُّ شِبٍر فيه حِكمةً وعلماً، هذا البلدُ الذي أنجبَ العلماء وكان ذراعاً مُهماً لنشر الإِسلامِ في شرقِ أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا حتّى  أقصى شمال الصين، هذا البلدُ الذي ساهمَ في فتحِ الهندِ في منتصفِ العقد الثاني للهجرة أي قبل الكثير من المسميات السياسية الحالية، هذا البلدُ المتكاملُ الإنسانية والرؤية الدينية والذي بهما أذاب الحدود والفواصل بين الأديان كلِّها لا بين اختلاف المذاهب فقط، هذا البلدُ لا يَحتاجُ تَعاليمَ أحدٍ غيرِ الخالقِ الفردِ الصمد، وإن كان لا بدَّ من دورٍ كهذا – نشر الإسلام – فنحنُ هنا من قمنا به من قبل ونَقومُ به ولكن دونَ خناجر وبنادق، إنما أسلحتنا هي العقلُ والمحبةُ والتسامحُ، فلكلِ من تسوّلُ له نَفسُه كي يَناَل من تماسكِ وتَرابطِ المجتمعِ العُماني أقولُ: لا تَمدد يدك هنا لأنك لن تعود بها، فنحن  نعرف كيف نحب بعضنا البعض وكيف نَخافُ على بعضنا البعض وكيف نُدافع عن كُلِّ ذرةِ رملٍ في هذا البلد وبأيدينا لا بأيدي الآخرين.

 

إننا هنا متصالحون حدَّ المحبة الكاملة سنةً وشيعةً وإباضيةً لا نفرّق بين أحد وآخر، إنه الحب فقط القادر على أن يجمع بين بني الإنسان.

 

حَفظَ اللهُ عماننا وسلطاننا

Your Page Title