أثير – ريما الشيخ
شهدت بلدة الأبيض بولاية نخل بداية مُبكرة لموسم جداد نخيل المبسلي، حيث تسبب الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة في اكتمال نضج البسور وجاهزيتها بوقت مُبكر مقارنة بالأعوام الماضية، ويعد موسم جداد وطبخ بسور المبسلي من المواسم المهمة التي يعول عليها المزارع العماني في زيادة دخله والاستفادة منه، فهو عائد اقتصادي جيد وموروث قديم في عدد من ولايات السلطنة.
وتعد حرفة التبسيل من الحرف العمانية الأصيلة التي يمارسها المزارعون منذُ الزمن القديم في موسم القيظ؛ فالتبسيل هو وسيلة من وسائل حفظ بعض أنواع ثمار النخيل ذات اللون الأصفر حصرًا، منها نخيل المبسلي، حيث يخرج أهالي بلدة الأبيض بعد صلاة الفجر مباشرة إلى مختلف الحلول الزراعية في قمة ونشاط من أجل الانتهاء من الجداد والانتقال إلى موقع طبخ البسور في سباق مع الوقت قبل طلوع الشمس واشتداد الحرارة وذلك على مدار الأسبوع.
وللحديث عن هذا الجانب تواصلت “أثير” مع المواطن خلفان بن محمد بن سليمان الصبحي أحد أهالي بلدة الأبيض، الذي استهل حديثه قائلا بأن بلدة الأبيض بولاية نخل تتميز بكثرة نخيل المبسلي والتي قد تصل إلى أكثر من 200 نخلة، وتنتج ما يقارب 300 طن بتجميع من البسور سنويًا.
وحول مراحل الجداد المبسلي أوضح الصبحي بأن عملية الجداد تمر بعدة مراحل تبدأ من جداد النخلة، ثم فصل البسور من التمور الناضجة، فيقوم المزارع بوضع البسر وهو مرحلة الثمرة ما قبل النضوج إلى مرحلة الرطب على المراجل المملوءة بالماء وإشعال النار تحتها حتى تنضح البسور ثم تنشف من الماء وتُنقل إلى “المسطاح” وهو مكان مفتوح تحت أشعة الشمس حيث توضع البسور حتى تجف ثم تكيس في أكياس مصنوعة من الخيش.
يُذكر أن البسور المحفوظة بهذه الطريقة لها قيمة غذائية واقتصادية حيث يتم نقلها إلى الجهات المختصة بوزارة التجارة والصناعة لتسويقها خارج السلطنة.
* تصوير : علي الحكماني