أثير – ريما الشيخ
يكمن نجاح كل مشروع في التسويق، لكن عدد من المشاريع المحلية تفتقر لأهم أساسيات التسويق، وبالرغم من وجود منتجات وخدمات ذات جودة عالية، إلا أنها تفتقر إلى المفهوم العام للتسويق من جميع النواحي.
ولا يمكن أن ننكر أن التسويق هو صوت الإنسان، به يترجم إلى منتج أو خدمة أو عمل يستفاد منه الجميع، لذلك قام مجموعة من الشباب الشغوفين بالتسويق بتنظيم مبادرة تطوعية تُعنى بالتسويق واتفقوا على تسميتها بـ “مبادرة بنان”.
“أثير” تواصلت مع صفاء الحراصية، مسؤولة العلاقات العامة واﻹعلام بمبادرة بنان التسويقية، حيث قالت بأن هذه المبادرة أنشئت كأول مبادرة تسويقية عمانية في الثاني من شهر يونيو 2017 مع وضع رقعة جغرافية مستهدفة في الحسبان وهي سلطنة عمان في الوقت الراهن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقبلًا، حيث يقوم على المبادرة مجموعة من الشباب المتطوعين والشغوفين بالتسويق من مختلف الأعمار ومن مختلف مناطق السلطنة وتستهدف العُمانيين منهم رواد الأعمال والمسوقين والشباب والأطفال (8-18 سنة).
وعن سبب إقامة هذه المبادرة، قالت صفاء بأن بَنان أول مبادرة تسويقية عمانية وتتجه هويتها البصرية في ثلاثة مسارات: أولًا، البنان (التسويق والإشهار والجودة) وثانيًا، طوع بنانك (الخدمة المجتمعية ومساعدة المشاريع وبناء المعرفة في التسويق) وثالثًا، سبط البنان (كريم بالمبادرة والتطوع والعطاء ومساعدة الآخرين).
وأضافت: نظرًا للتعثر الملحوظ في مجال المشاريع المنفذة بسبب الضعف في التسويق لها وافتقارها للعناصر والطرق الصحيحة، نرى الحاجة الملحة للكثير منها إلى الترويج لمنتجاتها وذلك لأن الكثير من المشاريع تقدم منتجات وخدمات ذات جودة عالية مع افتقارها للتسويق الذي يؤدي الجهل بأهميته إلى التعثر والتراجع في مجالات العمل على هذه المشاريع، وهذه المبادرة تدعم المؤسسات والمشاريع الصغيرة و المتوسطة بالمحتوى الذي تقدمه وبالتالي نكون قد أسهمنا في تنمية المجتمع وإثراء الإعلام الرقمي بمحتوى مفيد وهادف وبلغة سهلة وبسيطة.
وبيّنت الحراصية أن أهم أهدافهم هو إنشاء محتوى تسويقي بسيط، مناسب ويحمل عناصر الإبداع والابتكار لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير حلول تسويقية منطقية وقابلة للتطبيق لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مؤكدةً بأن الثقافة التسويقية هي ليست مجرد علم بل هو مبدأ حياتي نعيش معه كل يوم في حياتنا، وهي عملية متكاملة تقوم من خلالها المؤسسات والشركات ببناء علاقات قوية مع العملاء وخلق قيمة ليس فقط لعملائهم؛ بل وللشركة أو المؤسسة نفسها، وإن صحَ التعبير فإن عملية التسويق تبدأ منذ أول لحظة تفكر فيها بأي فكرة، بل حتى في أبسط ممارساتنا اليومية نستخدم أساليب تسويقية.
ووجهت صفاء الحراصية نصيحة للمستثمر العماني بأن يعي أولًا أن كل ما يقوم به منذُ الثواني الأولى لمشروعه هو مجموعة من العمليات التسويقية المتكاملة والمتجددة، فعلى كل رائد عمل أن يستثمر ويولي اهتمامًا كبيرًا ومركزًا على كل ممارسات التسويق. وعليه أيضاً أن يحدد موازنة مناسبة للتسويق في استثماراته المالية ، ويجب التركيز جيدًا على أن التسويق الناجح يأتي من رواد الأعمال الذين لديهم فهم جيد لجميع جوانب الأعمال التجارية، وألا يخشى من المنافسة وأن يثق بما يقدمه ويعمل على إبراز نقاط القوة لديه وتفعيل قنوات التواصل المختلفة والتي تسهل على الجمهور الوصول إليه والتواصل معه والحصول على الأجوبة المناسبة لجميع استفساراتهم.
كما نصحت أيضًا الشركات والمسؤولين الاهتمام بجانب التسويق، لأنه في كثير من الأحيان يعاني قسم التسويق من سوء في الإدارة، فغالبًا ما يُدار التسويق من قبل شخص لديه خبرة تسويقية محدودة أو من شخص مختص فقط في المبيعات مما يؤدي إلى التركيز فقط على جانب أو جانبين من التسويق و إهمال باقي الجوانب التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من العملية التسويقية. وعلى المسؤولين وكافة الموظفين أيضًا الإسهام بوضع أهداف التسويق بقيادة المكلفين بالتسويق والحرص على عدم وضع أهداف مبهمة أو غامضة. كما يجب على الشركات والمسؤولين الوعي التام أن عالم التسويق عالم متغير ومتطور بشكل متسارع جدًا.
وأشارت صفاء الحراصية في نهاية حديثها لـ”اثير” إلى أن مبادرة بنان تعتزم في منتصف شهر أكتوبر القادم العمل على تنظيم فعالية تستهدف فيها الأطفال الموهوبين من سن 9 – 12، وتدريبهم على التسويق لمواهبهم، حيث تهدف الفعالية إلى إشراك فئة الأطفال في المبادرة، استثمار إبداعات الأطفال في التسويق، تنمية مهارات الأطفال الإبداعية والريادية والتسويقية والترويج لمواهب الأطفال وتحويلها إلى منتجات، وستضم الفعالية مجموعة من الورش التعليمية في أساسيات التسويق، والتي ستتميز بالبساطة وأسلوب المرح لتوائم الأطفال، مضيفة بأن ما يميز هذه الفعالية أنها ستكون بشراكة بين المسوقين وأخصائيي الأطفال في السلطنة. كما سيتم في الختام تنفيذ معرض يتم فيه عرض منتجات الطفل والترويج لها للناس عامة.