فضاءات

محمد الوهيبي يكتب: (يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان)

محمد الوهيبي يكتب: (يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان)
محمد الوهيبي يكتب: (يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان) محمد الوهيبي يكتب: (يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان)

محمد بن علي الوهيبي- كاتب عماني

وأنا أتابع الحراك الشعبي والعفوي للشعب اللبناني عبر قنوات( O TV) و (new TV) و(الجزيرة) و (الميادين) متنقلا بين قناة وأخرى أتابع هذا الشعب المثقف والشعب العنيد الذي تعب وصبر كثيرًا على قادته السياسيين وأحزابه وطوائفه الكثيرة، والذين هيمنوا على هذا البلد لعقود طويلة نهبوا خلالها كل جمال وخيرات لبنان جوعوا شعبه، وجعلوه مشردا في كل أصقاع الأرض.

محمد الوهيبي يكتب: (يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان)
محمد الوهيبي يكتب: (يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان) محمد الوهيبي يكتب: (يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان)

وأنا أتابع كل هذا الحراك الشعبي لا أدري لماذا خطر على البال حكاية الشُبان العرب الثلاثة الذين غنت لهم فيروز “وحدن” !! هل لأن انطلاقتهم كانت من لبنان في ابريل 1974 ميلادي إلى فلسطين المحتلة وقدموا أرواحهم فداءً لها؟! هل زمن البطولات ولى واندثر؟! هل لأننا نسينا فلسطين وأشغلونا بلقمة العيش وضرورات الحياة ؟!!

لعل بعضكم يعرف حكاية الشبان الثلاثة الذين انقطعت أخبارهم فجأة ثم ظهرت صورهم في مشهد واحد بالصحف بعد تنفيذهم لعملية استشهادية أسفرت عن مقتل 18 اسرائيليا وجرح العشرات من الصهاينة بعد معركة استمرت 6 ساعات داخل الكيان الإسرائيلي المحتل حيث تقول الحكاية: ( إن الشاعر طلال حيدر اعتاد أن يتناول قهوته الصباحية والمسائية في شرفة منزله المطلة على الغابة، وفي أحد الصباحات مر به ثلاثة شُبان فألقوا عليه السلام ومضوا في طريقهم وفي جنح الليل عادوا فأهدوه سلامًا آخر وتكرر المشهد في الأيام التالية وأصبحت وجوههم مألوفة بالنسبة له، وكلما دخلوا وخرجوا سلموا على الشاعر، وكان يتساءل ماذا يفعل هؤلاء الشُبان داخل الغابة من الصباح وحتى المساء ؟!
ولم يدرك الشاعر أن التحية التي ألقاها عليه الشُبان في صباح اليوم الثالث كانت التحية الأخيرة التي سمعها منهم حيث إنهم دخلوا الغابة ولم يعودوا في المساء، وفي صباح اليوم التالي قرأ حكاية بطولتهم في الجريدة وأنهم كانوا يعبرون من لبنان إلى فلسطين لينفذوا تلك العملية ضد الاحتلال والتي عرفت بعملية (الخالصة) وكان أبطالها من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهم: الفلسطيني منير المغربي والسوري أحمد الشيخ محمود والعراقي ياسين موسى، وعندما شاهد صورهم فوجئ أن الشُبان الثلاثة هم الذين اعتاد أن يتلقى التحية منهم كل يوم.
وكتب طلال تلك الأغنية المرتبطة بالمقاومة والبطولة،
وبفصل الشتاء ” وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان وحدهن بيقطفوا وراق الزمان بيسكروا الغابي بيضلهن مثل الشتي يدقوا على بوابي على بوابي” وعرض ما كتبه على السيدة فيروز فغنتها لتكون من أجمل ما صدحت به جارة القمر بعد أن أبدع في تلحينها ابنها زياد الرحباني ليضفي عليها جمالا آخر.



Your Page Title