أخبار محلية

بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات

بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات
بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات

مسقط – أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

مسقط – أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي


عندما تعرضت مركبتي لعطلٍ فنيّ معيّن قبل بضعة أيام، وعجز العديد من الهواة والمهتمون ممّن عرضت عليهم المشكلة عن تشخيص أسبابها، قال لي أحدهم: سأدلّك على ميكانيكيّ ماهر لديه ورشة تصليح متخصصة هو من سيقوم بإصلاح مركبتك، ولا تأخذها لورشةٍ أخرى غيره!

كان الشخص الذي دلّني عليه صديقي معروفًا لديّ، وعلى الرغم من أننا لم نلتقِ منذ سنواتٍ عديدة بحكم المشاغل وظروف الحياة؛ إلا أنني لا زلت أتذكر اهتماماته بالسيارات، وسمعت قصصًا عن مهاراته في مجال فكّ أجزائها، وتصليحها، فذهبت إليه في اليوم التالي في صناعية جعلان بني بو علي، وخلال سويعاتٍ قليلة كان الرجل قد شخّص مشكلة المركبة، وأعطاني تقريرًا فنيًا دقيقًا متكاملًا عن وضعها، وحالتها الفنيّة، وما تحتاج إليه من صيانة، ولفت نظري إلى معلومات مهمة لم أكن أعرف بعضها، ولم أكن مهتمًا بالبعض الآخر.

كان سليم بن مسلّم الغنبوصي يهوى أعمال الميكانيكا والفكّ والتركيب منذ صغره، وبدأ باللاندروفرات التي كانت متوافرة وقتها في بيئته الساحلية بحكم استخدامها من قبل العاملين في مجال الصيد، وكذلك كونها من أكثر أنواع السيارات شيوعًا في ذلك الوقت، فكان يجرّب مهاراته وقدراته في فكّ بعض قطعها ومحاولة إعادة تركيبها، كما استهوته أعمال كهرباء السيارات فبدأ في تعلّمها حتى أصبح ميكانيكيًا ماهرًا في الوسط المحيط به، وبدأ أصحابه ومعارفه يستفيدون من خبراته وآرائه الفنيّة في مجال السيارات.

بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات
بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات

وكي يصقل خبراته ويطوّرها، وكذلك كي يكون قريبًا من المجال الذي يعشقه التحق سليم بوكالة نيسان كفني تصليح ولا يزال حتى الآن مستمرًا في عمله مكملًا 16 سنة به، كما كان يعمل في أوقات إجازاته الاعتيادية، والعطل الرسمية، فأنشأ ورشةً خاصةً به في بيته يرتادها من يعرف قدراته، أو من خلال التوصيات الشخصية من قِبَل من جربوا عمله، وخبروا مهاراته وإمكاناته، كما كان بعض أصحاب ورش التصليح يلجأون إليه عندما تواجههم بعض الإشكالات الفنية المتعلقة بأعمال التصليح والميكانيكا، كما امتلك بعض الأجهزة الفنية في مجال فحص المركبات، وكان البعض يأتيه من ولايات مجاورة لفحص مركباتهم، وتشخيص أعطالها الفنيّة.

ورشة التصليح

كان إنشاء ورشة تصليح خاصة به حلمًا يراود سليم بن مسلّم الغنبوصي، وأسهمت بعض الظروف الشخصية، وتحدّيات الدعم المادّي في تأخير هذا الحلم الذي تحقق أخيرًا منذ فترة بسيطة من خلال امتلاك ورشة تصليح في صناعية جعلان بني بو علي، وبدأ معارفه وزبائنه في التوافد على الورشة التي يعمل بها أوقات العطل، وخلال الفترة المسائية بما لا يتعارض مع عمله الصباحي في الجهة التي يعمل بها، يساعده ابنه بشّار الذي يعمل معه خلال الإجازات والعطل، والذي لا يقل مهارةً وإمكانات.

بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات
بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات

هذا الشبل

عندما لمحت بشّار يقوم بأعمال التصليح في ورشة والده تذكرت النماذج الشبابية التي رأيتها في بعض الدول ومن بينها مصر، عندما كانت بعض الأسر تدفع بأبنائها وقت الإجازات والعطل لتعلم حرفةٍ أو صنعةٍ يتشرّبون أسرارها، وقد تكون مصدر رزقهم يومًا ما، وأذكر أنني كتبت مقالاتٍ عديدةٍ سابقة حول هذا الموضوع.

بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات
بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات

أكمل بشار بن سليم سنةً ونصف منذ أن بدأ مساعدة والده في عمله، كان بشّار منذ صغره قريبًا من والده، يلاحظه أثناء قيامه بأعمال التصليح، فبدأ يقترب شيئًا فشيئًا من هذه الهواية، وبدأ يتعلّم أبجديّات الميكانيكا حتى أجادها، ثم صقلها من خلال عمله كمساعد لوالده وهو اليوم يعاونه خلال الإجازات والعطل الدراسية، ولديه القدرة على القيام بالعديد من الأعمال الفنية المرتبطة بإصلاح المركبات، وهو يحلم – كما قال لـ “أثير”- بإكمال مسيرة والده وافتتاح مشروع مستقبلي في مجال ميكانيكا المركبات.

بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات
بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات
بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات
بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات بالصور: مواطن وابنه، وقصتهما مع ورشة تصليح السيارات

دعم وتشجيع مطلوب

يعدّ الميكانيكي وصاحب ورشة تصليح المركبات سليم بن مسلّم الغنبوصي نموذجًا للحرفي العماني الذي كنا ولا نزال نطالب بأن يوجد في الميدان، وأن يأخذ فرصته وسط منافسةٍ قويةٍ من الوافد، ولو تمكنّا يوما ما من أن ندفع بشبابنا نحو سوق العمل، وأن نقدم لهم الدعم المادي والقانوني والاجتماعي الكافي لاستطعنا أن نحمي اقتصادنا، وأن نجعل أموالنا تدور بيننا دون أن تتجاوزنا إلى خارج الحدود، فحريّ بنا تشجيع مثل هذه الطاقات بحيث يستمرون في نشاطاتهم دون عوائق تعيدهم لنقطة الصفر، وأن تكون هذه النشاطات الفردية دافعًا لزملائهم وأقرانهم الآخرين لافتتاح مشاريع مشابهة في مجالات اقتصادية مختلفة.

Your Page Title