أثير- جميلة العبرية
يقوم بعض الناس بالكتابة إلى أبنائهم، ويوثقون ذلك برسائل في دفاتر يلخصون فيها تجاربهم في الحياة، ونصائح يوجهونها لهم للاستفادة منها في حياتهم.
وفي السطور القادمة سنتعرف معا على أم كتبت نصوصًا لابنتها وهي لم تر النور بعد، وهي أسماء بنت خلفان الحوسنية (أم يوسف) التي كتبت إلى ابنتها مريم نصوصًا وخواطر ضمتها في كتاب لها، قبل أن تأتي بشارة حملها بمريم وولادتها.
“أثير” تواصلت مع أم يوسف التي أوضحت قائلة” السبب يكمن في تساؤلي عن مــاذا يمكن أن أقدم لابنتي إذا ما وهبها الله لي، فلـم أجـد إلا كتـابا أصوغـه بخـط قلبـي، وهديـة مغلفـة بمشـاعر الـود والحـب، تسـتطيع أي فتـاة فتـح محتواهـا متـى مـا أرادت، في أي لحظـة مـن لحظـات حياتهـا الحلـوة والمـرة، في فرحهـا ليشـاركها لحظـات الفـرح، وفي حزنهـا كي يواسـيها.
وأضافت: مـن منطلـق مـت فارغـا، أفرغـت في هـذا الكتـاب كل مـا يمكننـي أن أفرغـه لابنتـي مـن خواطـر وهمسـات مـن تجـاربي الشـخصية في الحيـاة لتعـبر الحيـاة، وقـد أنـرت في طريقهـا مصابيـح مـن الحـب والتفـاؤل والإنسـانية؛ لتتصالـح مـع العـالم وتتخطى المشـكلات والخلافـات.
وعن مضمون الكتاب أشارت أم يوسف إلى أنه عبارة عن خواطر ونصوص تخاطب كل مريم في بيوتنا لتغرس فيها القيم الإنسانية والأخلاقية بطريقة سهلة وعاطفية .
أما عن أبرز الرسائل التي وجهتها إلى مريم فتخبرنا أم يوسف بأن الكتاب “يحوي سبعا وعشرين خاطرة أشرت فيها عن الأم وحنانها، وعن الأب وتضحياته، و الأخ السند ، و الوطن، والصديق والكلمة الطيبة وتأثيرها ، والتقليد السلبي، والتصالح مع أنفسنا ومع العالم وغيرها من الموضوعات الملهمة والمناسبة للأجيال القادمة التي أراها مهمة لي ولهم.
وتختم أم يوسف حديثها عن الـ”الأم” قائلة: الأم مجُموعة إنسان، أتحـدث عـن العصبيـة الهادئـة، الشـديدة اللينـة، القاسـية الحنونـة، الغريبــة القريبــة، الشــعلة المنطفئــة، الصامتــة المتحدثــة، المزاجيــة الرائقــة، نعــم إنهــا الأم كومــة مــن المشــاعر المختلطــة التــي مــن الصعــب فهمهــا، فهــي قويــة وذات كلمــة حاســمة تــارة، وهادئــة ذابلـة تـارة أخـرى.