أثير – ريـمـا الشـيخ
في سابقة علمية والأولى من نوعها، تم اعتماد الدواء الأول على مستوى العالم لعلاج مرض البهاق من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ”FDA” وذلك خلال شهر يوليو الماضي.
فبعد سنوات طويلة من فقدان الأمل، جاء كريم Opzelura كعلاج موضعي لمرضى البهاق من سن 12 عاما فأكثر، مجددًا الأمل لمن يعانون من الجلد الخالي من الصبغات على وجوههم ومناطق أخرى في أجسادهم.
ويعد ”مرض البهاق“ من الأمراض الجلدية المزمنة، ويعرف أيضًا باسم البهق أو البرص وهو مرض جلدي شائع يحدث بسبب فقدان لون الجلد الطبيعي ويظهر على شكل بقع بيضاء اللون يمكن أن تؤثر في الجلد أو الشعر.
ولكن ما سبب هذا المرض وماهي أعراضه وكيف كان يعالج قبل اعتماد دواء Opzelura؟
حول هذا الموضوع قالت الدكتورة رقية الرجيبية، استشاري طبيب جلدية، لـ ”أثير“: لا يمكن التنبؤ بمعدل انتشار الابيضاض في الجلد أو المساحة التي سوف يصيبها في المريض لأنها تختلف من مريض لآخر، ولا يعتبر البهاق من الأمراض المعدية ويؤثر في جميع أنواع البشرة؛ لكن قد يكون أكثر وضوحًا في ذوي البشرة الداكنة.
أثير
أسبابه
أوضحت الدكتورة بأن مادة الميلانين هي التي تحدد لون شعر وجلد الإنسان، ويحدث البهاق عندما تموت الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين أو تتوقف عن العمل، وقد يرجع ذلك إلى مشكلة في الجهاز المناعي؛ لكن السبب لا يزال غير واضح، وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من نسبة ظهوره في فئة معينه مثل: اضطراب في الجهاز المناعي، وجود مرض البهاق في أفراد آخرين من نفس العائلة، أمراض الغدة الدرقية والثعلبة، ولا يوجد أي صحة فيما يعتقد أن أكل السمك وشرب الحليب قد يؤدي إلى ظهور البهاق.
أعراضه
أشارت الدكتورة إلى أن العلامة الرئيسة للمرض هي فقدان لون البشرة، وعادة على المناطق المعرضة لأشعة الشمس مثل: اليدين والقدمين، والذراعين، والوجه، والشفتين، وأحيانًا ظهور لون أبيض على فروة الرأس، أو الرموش، أو الحاجبين، أو اللحية، وفقدان اللون في الأنسجة (الأغشية المخاطية) داخل الفم والأنف.
وأضافت: يتم التشخيص بالفحص السريري غالبا ويمكن أن يطلب الطبيب بعض تحاليل الدم المخبرية وقد يتطلب الأمر أحيانًا أخذ خزعة من الجلد لتحليل الأنسجة.
المضاعفات
بيّنت الدكتورة بأن حروق الشمس من أهم الأسباب التي قد تزيد من المرض، وبالتالي يجب نصح المريض بحماية البشرة من الشمس وذلك بارتداء الملابس الواقية واستخدام واقي الشمس.
العلاج
وفي ختام حديثها مع ”أثير“، قالت الدكتورة رقية بأنه كان هناك العديد من الخيارات للعلاج والبعض منها قد يستغرق طويلاً؛ حيث إن الهدف من معظم العلاجات هو استعادة لون الجلد المفقود.
وقد يشمل العلاج الآتي:
أدوية موضعية على الجلد للمناطق الصغيرة: (مثل: مراهم الكورتيكوستيرويد)، كما أن بعض هذه الأدوية لا ينبغي أن تستخدم على الوجه بسبب الآثار الجانبية المحتملة.
العلاج بالضوء ”الأشعة فوق البنفسجية“، لاستعادة فقدان اللون على الجلد: يعمل بشكل أفضل على الوجه وقد يكون أقل فعالية على اليدين والقدمين.
العملية الجراحية: تكون فقط للبالغين المصابين بالبهاق ولم يتغير ”مستقر“ لمدة 6 أشهر على الأقل.
العلاج ببعض العقارات المثبطة للمناعة مثل الميثوتركسات أو العلاجات البيولوجية، وهذا للأشخاص المصابين في مساحة كبيرة من الجلد.
وقد يلجأ البعض إلى علاج لإزالة الصبغة المتبقية إذا ما كان البهاق يغطي نسبة أكثر من 40 – 50 % من مساحة الجلد.
هذا وأكدت الدكتور بأنه لابد من نصح المريض بالحد من الإجهاد والتوتر والعمل على الاستقرار النفسي لما في ذلك من دور فعال في تطور أو استقرار المرض، وتجنب استعمال الكريمات والخلطات غير المرخصة طبيًّا.