مسقط-أثير
إعداد: سند بن حمد المحرزي
عندما يسافر المرء من بلده فينزل في بلادٍ يتأقلم فيها لما يجده فيها من أُلفة ومحبة وتبادل المودّة فيبدأ شيئا فشيئا يتداخل في ذلكم المجتمع فيكون له وطنا كبلده وشعبه وناسه هم أهله وخِلّانه وأحبابه فيشعر أنه منهم وهم منه يعيش تفاصيل ذلكم المجتمع براحة وشعور أكيد بأنه مجتمعه ولا يكاد يشعر بالغربة والوحشة والوحدة.
لقد عاش الشاعر سمير قديسات من المملكة الأردنية الهاشمية تحديدا من (محافظة إربد بلدة سوم) في سلطنة عمان من عام 1989-2001م ثلاثة عشر عاما ولم يشعر قط بأنه في غربة أو تكدِّره الأيام والليالي.
عاش الشاعر سمير قديسات في بلادنا وتداخل فيه؛ ففهم تفاصيل تفاصيله وتعمّق في عاداته وتقاليده فمارسها وعاشها ورأى بأن هناك تقاربا في كثير من الأشياء وبلده، فالشاعر سمير قديسات يتقن اللهجة العمانية بطلاقة ويمارس العادات والتقاليد ويعرف تفاصيلها وزار أغلب المحافظات في هذه الفترة الوجيزة التي قضاها. كما أن له تواصلًا وعلاقات أخوية مع شخصيات علمية وثقافية وأعيان وعامة الناس من مختلف الأماكن وما يزال على التواصل واللقاء بهم.
ولا أطيل في الحديث عنه، فقد حدّث بذلك وخلّد كلماته ومشاعره عبر ديوانين اثنين سطر فيهما ملحمة عشق أبدية لعمان وأهلها وهذه بعض الجوانب عنهما:
الديوان الأول بعنوان (أنا أحب عمان) صدر في عام 2016م
تفاعل الشاعر قديسات في المجتمع العماني أيّما تفاعل فزار ونزل أغلب الأماكن زيارة وسياحة ونزهة مما جعل قريحة شعره تفيض بأعذب وأصدق الكلمات فكانت قصائد في مسقط ونزوى والحمراء ومسفاة العبريين والجبل الأخضر وصور وشاطئ القرم وغيرها من الأماكن.
الديوان الثاني بعنوان (من عمّان إلى عمان) صدر في عام 2022م، وحضر حفل توقيعه بمعرض الكتاب في دورته الـ27 بمسقط.
يحوي هذا الديوان 47 قصيدة مادة عبر 136 صفحة، وهي كما نرى متنوعة في بلدان مختلفة من عمان وعناوين أخرى تكشف عن مشاعر صادقة وحب صادق لعمان.
عاد الشاعر سمير قديسات من بلده عُمان إلى بلده عمّان بجسده، لكن روحه في عُمان مع ما خلّده لنا من هذه الأشعار.
وما يزال الشاعر قديسات على تواصل وثيق مع أصحابه في السلطنة، وبين فينة وأخرى يزورها ويبقى فيها حيث له فيها معاهد وأندية وندماء. كما أنه في مناسبات عدّة خصوصا الأدبية يستضيف أصحابه من العمانيين في بلده (إربد) المملكة الأردنية الهاشمية، ولن أقول فيه أكثر مما قلت وإنما أترك القارئ مع ديوانه وشعره ليقترب مما أقول.