أثير – مكتب أثير في القاهرة
أكد معهد الخليج العربي ومقره واشنطن أن الزيارة المرتقبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى إيران تصب في إطار مساعي الوساطة المخطط لها بين إيران والولايات المتحدة، وتؤكد أن الزعيم العماني يتبع مسار سلفه كوسيط إقليمي صانع للسلام.
واستطرد التقرير الذي نشره المعهد تحت عنوان “السلطان هيثم.. الوسيط” قائلا إن الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون قال في أول خطاب تنصيب له: “أعظم شرف يمكن أن يمنحه التاريخ هو لقب صانع السلام”، لكن لقب الوسيط المحاور بين الأطراف المتحاربة لا يقل تكريما، وأحد هؤلاء الوسطاء كان السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ففي السبعينيات أقام السلطان قابوس علاقة خاصة مع إيران، استمرت على الرغم من ثورة 1979، واستخدمها للتوسط بين إيران والدول العربية والولايات المتحدة حتى وفاته في يناير 2020.
وذكر التقرير: خليفته السلطان هيثم بن طارق الذي يتوقع أن يزور طهران في “المستقبل القريب” للوساطة بين إيران والولايات المتحدة، يبدو أنه يسير في مسار مماثل.
واستعرض التقرير خلفية العلاقات العمانية – الإيرانية المتميزة في هذا الصدد كأرضية للوساطة الناجحة والتى ترجع إلى العلاقة الخاصة بين إيران وسلطنة عمان منذ تولي السلطان قابوس العرش في عام 1970 مشيرا إلى بُعد النظرة العمانية في السياسة الخارجية العمانية التى كانت دائما ما تدعم مد جسور التواصل مع إيران وأن السلطان قابوس، أعلن بصراحة تامة، “أقول إننا هنا في مسقط لا نعتقد أنه من مصلحة الأمن في الخليج أن تشعر إيران بالعداء، لا بديل عن التعايش السلمي بين العرب وإيران في النهاية، ولا بديل عن حد أدنى من التوافق في المنطقة”.
وفي كتابه عن سياسة سلطنة عمان تجاه إيران في الثمانينيات، أشار محلل مؤسسة RAND جوزيف أ. كيشيشيان إلى أن السلطان قابوس كان يقدر أن “طهران فقط يمكن أن تكون بمثابة توازن لبغداد القوية للغاية”.
وأضاف التقرير: “رحبت عمان بنهاية الحرب العراقية – الإيرانية عام 1988، التي توسطت بنشاط بين طهران وبغداد، وكان السلطان هيثم بن طارق، نائب وزير الخارجية العماني آنذاك.
“وفي أعقاب الهجوم الذي حدث عام 1996 على المجمع السكني العسكري الأمريكي في أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية، والذي أسفر عن مقتل 19 أمريكيًا وإصابة 372 آخرين، نقل المسؤولون العمانيون رسائل بين طهران وواشنطن. والأهم من ذلك، استضافت عُمان مفاوضات سرية بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين، مما مهد الطريق للاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.
وقال التقرير: “خدمت مناورات السلطان قابوس الدبلوماسية سلطنة عمان بشكل جيد من خلال الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من إيران والعراق، وتمكنت عمان أيضًا من الحفاظ على علاقات ودية مع المملكة العربية السعودية. وظلت مسقط عضوا في مجلس التعاون الخليجي، لكنها اتبعت باستمرار سياسة خارجية وأمنية مستقلة متجذرة في فهم السلطان قابوس للمصالح الوطنية العمانية. كما أبقت هذه السياسة السلطنة بعيدًا عن مرمى الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب وإيران خلال رئاسة دونالد ترامب.
وانتهى التقرير إلى القول بأنه في ظل هذه الخلفية، فإن زيارة جلالة السلطان هيثم المخطط لها إلى طهران والوساطة المستمرة بين إيران والولايات المتحدة ليست مفاجئة، سعيا لمواصلة الدور البناء والحفاظ على المكتسبات السابقة لدور عمان في الوساطة الناجحة وتخفيف حدة التوترات الإقليمية والحفاظ على الأمن الإقليمي من خلال علاقات جيدة مع جميع الأطراف والعمل كمحاور بين الخصوم، ليواصل السلطان هيثم بن طارق الوسيط الناجح المسار الذي حدده سلفه.