أثير- سعيد العزري
عقول الشباب العماني فذّة، تستلهم الإبداع وتسعى إلى بلوغ القمم، وقدراتهم التحليلية والاستنباطية رائعة، فأمام المعضلة تستحثهم عقولهم لإيجاد الإبداع، ومن الموارد التي بين أيديهم ومن بيئتهم يستخلصون الحل.
الطالبتان آلاء بنت يوسف العوفية وبسمة بنت خالد العويسية، من مدرسة الأمل للتعليم الأساسي في ولاية بركاء حصلتا على منحة دراسية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعضوية في جمعية شرف البحث العلمي “Sigma Xi” ، وهما ما تزالان على مقاعد الصف الحادي عشر؛ فكيف استلهمتا فكرة مشروعهما “إنتاج مضاد حيوي لعلاج جرثومة المعدة” من اللبان العماني، وكيف حصلتا على جائزتين خاصتين في معرض العلوم و الهندسة ISEF في الولايات المتحدة الأمريكية وتلك المنحة الدراسية والعضوية؟
“أثير” حاورت الطالبتين آلاء وبسمة لنشارك قصتهما معكم.
كان لدينا الشغف البحثي، وحب الاطلاع في عالم العلوم الأحيائية تحديدًا، ومن خلال قراءتنا في الأمراض وبحثنا عن الأكثر انتشارًا منها في المجتمع العماني وجدنا أن جرثومة المعدة تنتشر عند السكان بنسبة كبيرة، فبدأنا لاحقًا البحث في علاج الجرثومة والمركبات الكيميائية التي تحتويها هذه الأدوية، وكيف يمكن أن نستبدلها بعلاجات طبيعية، فوجدنا أن اللبان يحتوي على تركيبات كيميائية مماثلة ويمكن أن نستخلص منه مركبات دوائية لعلاج هذه الجرثومة، بدأنا بعدها باستجلاب عينات اللبان، ومحاولة استخلاص المركبات في مختبر الأحياء الدقيقة بكلية الطب في جامعة السلطان قابوس وبإشراف الأستاذة فخرية الشيبانية والدكتورة زعيمة الجابرية من جامعة السلطان قابوس، لنحصل على نتيجة جيّدة من خلال هذه العملية.
بعد حصولنا على النتائج الأولية قمنا بالمشاركة في مسابقة الأولمبياد الوطني للابتكارات العلمية على مستوى سلطنة عمان، وحصلنا فيها على المركز الرابع، الأمر الذي أتاح لنا الحصول على فرصة الترشيح للمشاركة في مسابقةISEF على مستوى العالم وبإشراف من وزارة التربية والتعليم، ذهبنا إلى الولايات المتحد الأمريكية للمشاركة وخرجنا منها بجائزتين خاصتين في معرض العلوم والهندسة.
كانت لمشاركتنا بهذه المسابقة فرصة للحصول على منحة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لدراسة البكالوريوس، وكذلك حصولنا على عضوية جمعية شرف البحث العلم Sigma XI والتي تتيح لنا نشر بحثنا في مجلة (American scientist) .
بسمة:
من القصص المميزة والذكريات، أننا لم نكن نتوقع فوزنا وترشيحنا للمشاركة في ISEF بالولايات المتحدة الأمريكية، وكنّا يومها بفترة الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول حيث قرأت اسم مجموعتنا بالصدفة في حساب الوازرة على منصة “تويتر”، وكنت أحاول التواصل مع آلاء لإبلاغها بهذا الخبر المفرح لكنني لم أتمكن من الوصول لها فقد كانت منشغلة على ما يبدو ” في المذاكرة.”
آلاء:
من القصص أنني خسرت المنحة بالمشاركة في المرة الأولى لأنني لم أتمكن من الحصول على التأشيرة “الفيزا” للمشاركة في منافسة ISEF وحتى آخر اللحظات قبل السفر، بينما استطاع زملائي بالفرق الثانية الحصول على التأشيرات للسفر والمشاركة بالمسابقة، لكنني في المرة الثانية تمكنت ولله الحمد من الحصول عليها وقمت بالمشاركة في الولايات المتحدة الأمريكية.
مسك الختام:
قصص الإبداع الخاصة بالشباب العماني عديدة، فهم يبلغون العلا بقدارتهم المتميزة، ولعل حس التفكير الإبداعي وشغف البحث والقراءة والاطلاع كان العامل الأساسي لاستلهام هذه الفكرة لدى آلاء وبسمة وغيرهما من الطلبة العمانيين في مختلف المدارس.