أثير – عبدالرزّاق الربيعي
أناشيد وطنيّة كثيرة ردّدتها حناجر نخبة من المطربين العرب في المناسبات الوطنية العمانية، لعل أبرزها صوت الموسيقار الكبير محمّد عبدالوهاب عندما وضع لحن (نشيد عام الشبيبة العماني) في (1983) الذي كتب كلماته الراحل عبدالله بن صخر العامري، وتقول كلماته:
عام الشبيبة في بلادي للمروءة والحمى
عام به الآمال ترقى سلّما
عام سما
فتبسما
يحكي لأهل عمان
أنّ عُمان ترقى الأنجما
وهناك الكثير من الأناشيد والأغاني الوطنيّة التي انتشرت، ثمّ انسحبت، لتستقرّ في الأرشيف، رغم جمالها، وأهمّيتها التاريخيّة، كونها سجّلت بأصوات لها مكانة عالية في تاريخ الأغنية العربية، كأغنية نجاة الصغيرة “بلاد السلام”، وأغنية نجاح سلام “حبيبتي عُمان” وسواهما من الأغاني.
وبعض هذه الأغاني لأصوات عمانية كسالم الصوري الذي غنّى (يا عمان فاخري بين الأمم) واختطّ طريقا، سار عليه عدد من المطربين العمانيين، وأبدعوا، ومن بينهم: سالم علي سعيد وشادي عمان ومحمد المخيني وأحمد الحارثي وماجد المرزوقي، وسالم العريمي، وأيمن الناصر وسواهم من المطربين الذين قدّموا الكثير من الأغنيات الوطنيّة.
غير أنّ لأوبريت (صوت النهضة نادى) مكانة خاصّة، فهذا الأوبريت نستحضره كلّما يهلّ علينا (الثالث والعشرون من يوليو) يوم النهضة المباركة، ففي هذا اليوم من التاريخ، دأبت القلوب أن تردّد قبل الألسن كلماته التي كتبها الشاعر الراحل عبد الله بن محمد الطائي، وخصوصا مطلعه:
صَوتٌ للنهضةِ نَادى
هُبُّوا جَمعَاً وفُرَادَى
قَابُوسٌ لِلمَجدِ تَهادى
فابنُوا مَعهُ الأَمجَادَا
يا أبناءَ عُمَانَ الأجوادا
وأوبريت (صوت النهضة نادى) يتألّف من ست لوحات معنونة بـ: العمال، الفلاح، المرأة، التلميذ، تراث الأجداد، التاريخ، كلّ لوحة تتحدّث عن جانب مشرق من جوانب النهضة التي انطلقت في عام مثل هذا اليوم (الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م) بقيادة جلالة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- معلنا بداية نهضة جديدة تشمل كافّة مجالات الحياة السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة، عزفته الأوركسترا الفلهارموني الملكي بقيادة وتوزيع جميل فوزي، في الثمانينيات، وبقي ساكنا في الذاكرة والوجدان، ربّما لبساطة الكلمات التي جاءت معبّرة عن روح النهضة، ورسالتها، واستحضر الشاعر عبدالله الطائي رموز التاريخ العماني، وأحداثا لها صدى في الحاضر، لينهض مجدّدا، مستلهما منها العزيمة، والإصرار، على بناء حياة أفضل، وأجمل.
وقد أضفت جمالية اللحن الذي ترجمته الأوركسترا، الكثير على الكلمات، فجاء مفعما بروح الحماس، الذي استمدّ قوّته من عزف الموسيقى الكلاسيكية على أوتار القلب والروح، وهو عزف سيظل متواصلا.
واليوم ونحن نحتفل في (الثالث والعشرين من يوليو)، نردّد كلماته، ونحن ننعم بثمار النهضة المباركة، ونواصل السير قُدُما، في طريق النهضة المتجدّدة، ونردّد بملء الأفواه مع صوت الفلاح والأرض الطيّبة:
أنا من يغرس في أرض عمان
فخرا وعلوّا
فينابيع الأرض ستجري
ومن الماء ستروى