مسقط - أثير
نشرت مجلة TPM الإيطالية المتخصصة في البحوث الموثقة ورقةً بحثية للباحث العُماني يحيى الهنائي، تناولت نتائج الدراسة التجريبية التي أجراها لقياس العلاقة بين محددات القطاع الرياضي والسياسات الحكومية وتأثيرهما في النمو الاقتصادي لسلطنة عُمان.
وتهدف الورقة إلى دراسة الروابط بين أجندة القطاع الرياضي والنمو الاقتصادي، في ظل الاعتراف المتزايد بدور الرياضة بوصفها عاملًا محفزًا للتماسك الاجتماعي ومساهمًا في النمو الاقتصادي، ولا سيما في الاقتصادات الناشئة مثل سلطنة عُمان، وتبرز الدراسة الدور المزدوج للرياضة في تعزيز صحة المجتمع ووحدته، بالتوازي مع دعم محددات التنويع الاقتصادي ضمن إطار رؤية عُمان 2040.
ويشير التحليل الأولي للدراسة إلى أن محددات القطاع الرياضي، إلى جانب السياسات والتشريعات الحكومية، تمثل عوامل إستراتيجية مؤثرة في تقدم السلطنة وتعزيز مسارها التنموي.
واعتمدت الدراسة تصميمًا مقطعيًا ونهجًا كميًا ترابطيًا، شمل عينة مكوّنة من 370 مشاركًا من العاملين في القطاع الرياضي، منهم موظفون في الوزارات، والأندية، وإعلاميون رياضيون.
واستخدم الهنائي المنهج المسحي عبر استبيانات لقياس أثر القطاع الرياضي والسياسات الحكومية على النمو الاقتصادي، وذلك من خلال 5 محاور رئيسية هي: القطاع الرياضي، ورأس المال البشري، والنمو الاقتصادي، والبنية التحتية، والسياسات الحكومية، إضافة إلى دراسة العلاقات البينية بين هذه المحاور.
وأظهرت نتائج الدراسة التجريبية أن مؤشرات القطاع الرياضي ورأس المال البشري والسياسات الحكومية جاءت بمستويات متوسطة، في حين حصلت البنية التحتية والنمو الاقتصادي على تقييمات مرتفعة، كما أكدت اختبارات ANOVA وجود علاقات ذات دلالة إحصائية بين القطاع الرياضي، والعامل البشري، والبنية التحتية، والسياسات الحكومية، والنمو الاقتصادي.
وبيّنت النتائج أن متوسطات محوري القطاع الرياضي ورأس المال البشري والسياسات الحكومية بلغت 2.99 ± 0.75 و 3.44 ± 0.61 و 3.15 ± 0.65 على التوالي، بينما سجل محورا البنية التحتية والنمو الاقتصادي متوسطات مرتفعة بلغت 3.46 ± 0.63 و 3.69 ± 0.64، وكشفت التحليلات عن وجود تأثيرات مباشرة وارتباطات ذات دلالة إحصائية عند مستوى (α < 0.05) بين:
• صناعة الرياضة وقطاع الأعمال
• النمو الاقتصادي والبنية التحتية
• صناعة الرياضة والنمو الاقتصادي
• صناعة الرياضة والسياسات الحكومية
واعتمدت الدراسة على أبحاث سابقة أبرزت تنامي الاهتمام العلمي بدراسة أثر السياسات الحكومية وصناعة الرياضة في النمو الاقتصادي، مع دمج تأثير البنية التحتية والعامل البشري وصناعة الرياضة في السياق العُماني وربطها بأهداف رؤية عُمان 2040.
كما أكدت الورقة أن تطوير الرياضة العُمانية وتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية ومنها “الرياضة العُمانية المتقدمة والإنجازات العالمية” يشكل عنصرًا مهمًا في رفع جودة الممارسة الرياضية وتعزيز حضورها في حياة المواطن، ما يجعل نتائج الدراسة ذات أهمية إضافية لصنّاع القرار.
وأظهرت النتائج أن العامل البشري والبنية التحتية يمثلان مؤشرين مهمين للحكومة للتركيز على تطوير صناعة الرياضة، بما يسهم في جعل السلطنة مركزًا إقليميًا جديدًا وعاملًا جاذبًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافة إلى رفع الإيرادات الوطنية.
وختم الهنائي ورقته بالتأكيد على أن نجاح جهود التنويع الاقتصادي والنمو المستدام يعتمد على التزام الدولة ببناء قطاعات اقتصادية إستراتيجية تقلل الاعتماد على النفط والغاز، موضحًا أن تطوير صناعة الرياضة يمثل أحد هذه القطاعات الحيوية التي تستحق اهتمامًا حكوميًا أكبر.
يُذكر أن الورقة البحثية تعد جزءًا من الدراسة التجريبية التي يجريها الباحث لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في الإدارة.
مصدر الصورة: العمانية
