الأولى

كيف استغل العُمانيون “الطاقة الشمسية” لتحويل التمر والليمون والأسماك إلى كنوز غذائية؟

شمس

رصد - أثير

تعتبر الطاقة الشمسية التي نسمّيها حاليًا الطاقة الجديدة أو المتجددة، من المصادر الأولية للطاقة منذ القدم والتي استخدمها الإنسان منذ أن خلقه الله على هذه البسيطة، فقد استخدم هذه الطاقة مباشرة وكيّفها مع الوسائل البدائية التي كان يعرفها وطوّرها مع مرور الزمن من مبدأ الحاجة أم الاختراع حتى وصلت التقنيّات إلى ما وصلت إليه في وقتنا الحاضر.

وقد اقتبس الإنسان العُماني عدة وسائل في استخدام الطاقة الشمسية وكيّفها مع بيئته وطورها واستطاع أن يستخدمها في كافة مناشط حياته اليومية، منها؛

تجفيف التمور

يمتلك الإنسان العُماني خبرة طويلة في الزراعة، مستفيدًا من خصوبة الأراضي وتنوع المناخ ووفرة المياه الجوفية والأفلاج. وتُعدّ محاصيل نخيل التمر من أبرز المنتجات الزراعية، واستخدمت حرارة الشمس الطبيعية لتجفيف التمور في أماكن مخصصة تُعرف باسم “المسطاح”، وهي طريقة لا تزال مستخدمة حتى اليوم، للحفاظ على المحصول وتحسين صلاحيته للتخزين والاستهلاك.

تجفيف الليمون

يُعدّ الليمون من المحاصيل الزراعية واسعة الانتشار في معظم مناطق السلطنة، ويستخدم بعد تجفيفه كمنتج محلي يُسمّى “اليابس” أو “اللومي”، ويعرف تجاريًا باسم “اللّيمون الصحاري” عند تصديره إلى دول الخليج، وفي العراق يُعرف بالليمون العُماني، وتُستخدم الطاقة الشمسية في هذه العملية لتجفيف ثمار الليمون بشكل طبيعي، مما يسمح بالحفاظ عليها لفترات طويلة والتصدير إلى الخارج.

تجفيف الأسماك

استُفيد من الطاقة الشمسية أيضًا في تجفيف أنواع مختلفة من الأسماك:

* سمك القرش الصغير (العوال أو اللخم): يُزال الأحشاء والزعانف، ثم يُقطع إلى شرائح وتُضاف إليه الملح ويُعرض للشمس حتى يجف. يُستخدم لاحقًا في أطباق محلية مثل “خمباشة العوال”، ويُصدر إلى مناطق مختلفة.

* سمك السردين الصغير (القاشع): يُجمع بالسحب على الشاطئ، ثم يُفرش للشمس حتى يجف بالكامل، ويُستخدم في أطباق محلية شهيرة مثل “سحناة القاشع”.

* سمك السردين الكبير (العومة أو العيد): يُستخدم بعد التجفيف كعلف للحيوانات ولإنتاج السماد الزراعي، وتظل عملية التجفيف تُجرى في أماكن ساحلية مخصصة، مع مراعاة التهوية الطبيعية للتقليل من الروائح الناتجة عن التعفن.

* إنتاج الزيت من السردين (الصيفة): تُستخدم طريقة التجفيف للحصول على زيت الإضاءة وطلاء السفن للحفاظ عليها من تسرب المياه، وبعد تجهيز السردين ووضعه في “المناشيل”، تُعرض الأسماك للشمس لعدة أيام، فيتجمع الزيت السائل المعروف بـ“الصيفة” في مكان مخصص يُسمّى “المخر”، ويُجمع الزيت في أوان خاصة للاستخدام المحلي والتصدير، وكانت محافظة ظفار من أبرز المناطق المنتجة.

تجفيف الصفيلح “أذن البحر”

من الكائنات البحرية الرخوية الشهيرة في سلطنة عُمان، يُستخلص الصفيلح من البحر، ويزال عنه الصدفة والأحشاء، ثم يُغلى بماء البحر ويُعرض للشمس لمدة تصل إلى عشرين يومًا، وكلما طالت فترة التجفيف، ارتفعت جودة المنتج الذي يُستخدم محليًا وفي التصدير.

المصادر:

* كتاب الطاقة وتطور صناعة الكهرباء في سلطنة عمان - د. علي بن حمد الغافري

Your Page Title