أثير – تاريخ عمان:
إعداد: نصر البوسعيدي
حينما توفي الإمام أحمد بن سعيد في عام 1783م خلف وراءه سبعة أبناء أكبرهم هلال الذي توفي في الهند بأواخر حياة والده نتيجة مرض أصابه في عينه، مما أدّى إلى اختيار أخيه سعيد لمنصب الإمامة مع معارضة بعض القبائل لذلك، وأخوته سيف، وسلطان المتمردين أصلا على والدهما وهروبهما بعد ذلك من عمان سنة 1782م إلى مكران بضيافة حاكمها ناصر خان، وعادا بعد وفاة أبيهما لمعارضة حكم شقيقهما الإمام سعيد، وما لبثت الأيام حتى نشبت حرب بينهما لم تنته بنصرة أحد، ولذلك هرب الشقيقان مرة أخرى خارج عمان، فسيف توجّه إلى شرق أفريقيا ، وسلطان عاد مرّة أخرى إلى مكران.
بالنسبة لسيف، حينما وصل لأفريقيا كوّن جيشا للهجوم على زنجبار التي كان فيها والي الإمام وبالفعل توجّه بجيشه لإخضاع زنجبار، ولكن واليها لم يستسلم، بل صمد حتى أتته الإمدادات من عمان بقيادة ابن الإمام السيد حمد بن سعيد، وبذلك تراجع عمّه عن زنجبار، وهنا بدأت شخصية حمد بالظهور لتوطيد حكم والده في شرق أفريقيا، وخاصة بعدما أعلن المزاريع في ممباسا استقلالهم عن السيادة العمانية، فتوجّه لهم حمد مسالما بذكائه، وفطنته ليستميل أهل ممباسا، وحاكم المزاريع نفسه أحمد بن محمد بن عثمان المزروعي، وبالفعل استطاع حمد أن يحصل بدهائه على اعتراف خطّي من حاكم المزاريع بسلطة الإمام سعيد في تلك الأنحاء.
في الطرف الآخر كان بعض العلماء العمانيين يتحيّنون الفرص لاختيار الشخص المناسب لمنصب الإمام سعيد الذي لم يقتنع به البعض كالشيخ أبو نبهان جاعد بن خميس الخروصي وابنه ناصر.
كما واجه الإمام سعيد معارضة القبائل الغافرية له بسبب انحيازه للهناوية، مما أدّى إلى نشوب الصراع البائس القبلي مرّة أخرى في عمان، ودخل الإمام في صراعات كثيرة مع القبائل الغافرية، ومنهم الموجودون في الظاهرة وصراعه مع العبريين بقيادة الشيخ سالم بن مسعود العبري، مما أدى الى طرد واليه من بهلاء التي أصبحت تحت سلطة معارضيه.
أما في نزوى فلم تكن الأمور تجري على وفاق تام مع الإمام الذي كان متحصّنا في حصن نزوى لمواجهة معارضيه الذين تحصنوا ببيت سليط وتعاونوا مع سلطان للإطاحة بحكم أخيه، في تلك الأثناء ذهب الإمام إلى سمد الشأن بالمنطقة الشرقية، وجمع جيشا كبيرا، اتجه به إلى نزوى ممّا تسبّب في انسحاب المعارضة وتبدّدها لتعود المدينة لقبضة الإمام.
بروز شخصية حمد بن الإمام سعيد:
في ظل هذا الصراع الذي يعاني منه الإمام سعيد من قبل بعض القبائل والعلماء من أهل عمان وشقيقيه سلطان وسيف برزت شخصية ابنه حمد الذي كان الأكبر، والأكثر قوّة، وعزيمة، وحكمة، جمع من خلال شخصيته التديّن، والكرم وكان محبوبا لحسن عشرته بين عامة الناس.
حينما رأى حمد عجز والده عن تسيير أمور عمان بسبب معارضيه، أخذ يفكر بالحلول بفطنته وذكائه، فأخذ يقرّب إليه أهل العلم، والورع، وكبار الناس حتى عبّر عدد كبير من الشيوخ والقادة عن رغبتهم في أن يستلم مسؤولية الحكم من أبيه، لكنه تريّث حتى وقعت حرب في إزكي بين الغافرية، والهناوية، مما أدّى إلى قيام الإمام بتجهيز جيش من الرستاق والشرقية لإنهاء هذا الصراع بقيادته برفقة حمد الذي استطاع من خلال حكمته الصلح بين الغافرية والهناوية في هذه الحادثة.
وبعد هذا الصلح، استطاع حمد اقناع والده الإمام بالتخلص من والي مسقط محمد بن خلفان البوسعيدي (الوكيل)، لينفرد حمد بمسقط، ويتخلّص من أبرز عقبة له في ذلك، وحينما حاول الإمام عزل الوكيل من مسقط حدث الخلاف بينهما، وحينما يئس الإمام من أن يستعيد سلطته في مسقط طلب منه حمد أن يولّيه حكمها، وكافة مدن وحصون عمان عدا الرستاق إن استطاع التغلب على الوكيل واستعادة مسقط منه، وبالفعل انطلق حمد ومعه 100 رجل إلى مسقط، وعلى مشارف المدينة ترك أصحابه، وأكمل طريقه إليها منفردا لمنزل الوالي، وقال له إن أباه يطلب منه مبلغا سنويا من المال مقابل الاعتراف به حاكما على مسقط، فوافق الوالي، وبعدها لبث حمد في مسقط متذرّعا بقضاء بعض الحاجة فيها، وهو بالخفاء استطاع بحنكته أن يقنع قائدي الجلالي والميراني أن ينحازا إلى جانبه، وفي الوقت نفسه بعث لوالده الإمام أن يرسل له جيشا من الرستاق الذين أدخلهم إلى مسقط في غفلة من الوالي الذي في الأخير تفاجأ بأنه مجرّد من كل قواه ، فما لبث إلا أن استسلم أمام الواقع، وسلّم مسقط إلى حمد الذي عزله مباشرة، وعين شقيقه مكانه وهو سليمان بن خلفان الوكيل وجعله تحت إشرافه المباشر.
الإدارة الداخلية لحمد ابن الإمام:
بعد أن استطاع حمد استمالة الجميع لسلطته بذكائه وحكمته تنازل له والده عن جميع سلطاته السياسية في عام 1789م، وقد اتخذ حمد من مسقط قاعدة لحكمه بينما استقر والده في الرستاق محتفظا بلقب الإمام، لم يشأ حمد أن ينزع لقب الإمامة من والده بل اعتبر نفسه القائم بأعمال الدولة بالنيابة عن والده، ولذلك لا نجد في المصادر التاريخية لقبا له.
اتّبع حمد أسلوبا مختلفا في حكمه، فقد كان رجلا متدينا ملازما لصلاة الجماعة ، ودراسة القرآن ونوافل الصلاة كالضحى والإشراق، وكان في غاية الكرم ، ورجل دولة قرب إليه رجال العلم وشيوخ القبائل وأكابر البلاد دون استثناء، وأخذ يتجول ويطوف بمدن عمان يتفقد أحوالهم في كل عام مرتين ، وزاد ذلك شعبيته، وهيبته ومحبته لدى عامة الناس، كما عيّن في المناصب الإدارية في الدولة ذوي الخبرة ، فعين مثلما أسلفنا شقيق الوكيل سليمان بن خلفان واليا على مسقط ، وأقر محمد بن رزيق( والد المؤرخ المعروف ابن رزيق حميد بن محمد ) على جمركها، وعين الشيخ سالم بن محمد المعروف بأبي الأحول الأزكوي الشاعر والأديب قاضيا في بركاء ، والشيخ الفضل بن سيف اليحمدي قاضيا في مسقط.
كما أولى عناية خاصة بالقوات العسكرية وتحصينات البلاد، فاهتم ببناء الأبراج والقلاع والحصون كقلعة روي وحصن بركاء، وأمر ببناء سفينة حربية كبيرة في زنجبار أسماها ” الرحماني”.
وكانت الولايات تسير أمورها الإدارية بنفسها إذ اكتفت بالوالي، والقاضي، وكاتب أو كاتبين للقيام بكتابة الوثائق المالية، والإدارية كعمليات البيع، والشراء، والرهن، وما إلى ذلك.
وقد اتبع حمد سياسة حكيمة مزج فيها بين الدبلوماسية والقوة في التعامل مع خصومه، فعندما نشبت الحرب في نخل بين المعاول، وأهل نخل انحاز إلى المعاول، لكنه تدارك الوضع بعدما استفتى كبار القضاة، والعلماء في انحيازه فنصحوه بالعدول عن ذلك، فندم، وتراجع عمّا كان عليه، وأحسن إلى والي نخل مهنا بن محمد بن سليمان اليعربي الذي أكن من طرفه كل التقدير له.
وبعد ذلك تفرغ حمد لإخضاع المعارضين، فغزا وادي السحتن وبهلاء وانتصر على خصومه، كما أخضع خورفكان بعدما سيطر عليها القواسم بعد وفاة الإمام أحمد بن سعيد، ولم يكمل حملته ضد القواسم نتيجة انشغاله داخليا بأطماع عمه سلطان الذي كان كثير التمرد ضده وضد والده الإمام، وخاصة حينما أخذ سلطان يوجه جهوده ضد حمد عن طريق الغافرية، وأخواله الجبور، واتخاذه من سمائل مركزا لعملياته، ومهاجمة مسقط عدة مرات، وهكذا كان الصراع بين حمد وسلطان كرّا وفرّا حتى أن ابن رزيق قد قال في ذلك:
” كان حمد مع عظم هيبته التي سرت بعمان وغيرها إذا ذكر عمه سلطان يقول: ما أظن أحدا من الملوك أهل للقوة والبأس إلا دون سلطان في القوة والبأس، وإذا ذكر سلطان حمدا قال: لا نظير لحمد في الهيبة والبأس”.
وتذكر المصادر التاريخية احترام الخصمين لبعضهم في حادثة النعمان ببركاء، حينما التقيا ليلا وهما بقمة صراعهما، إذ طلب حمد أن يحلّ ضيفا على عمه سلطان في النعمان حتى وقت الظهيرة، وتمّ له ذلك، ثم افترقا ليعود كل منهم إلى حصنه وقومه.
أدرك سلطان أن انتزاع الحكم من حمد صعب للغاية لقوّته، وهيبته، وفطنته، ومحبة الناس له، رغم العداوات القبلية، وآثار الصراع الهناوي والغافري التي جعلت سلطان يرضخ لإلحاح بعض القبائل التي تسانده ضد شقيقه وابنه، وقد دبرت تلك القبائل محاولة اغتيال حمد وهو عائد من بركاء إلى مسقط، لكن عمّه سلطان حينما التقاه لم يستطع الغدر بابن أخيه فتركه بسلام، واعتذر له عما بدر منه ليعود حمد إلى مسقط دون أذى، وتوقف سلطان بعدها من إثارة القلاقل واكتفى بالاستقرار في سمائل.
مسقط في عهد حمد:
تعد مسقط بالنسبة لحمد هي المركز الأساسي لحكمه، فقد كانت تمثل ميناء تجاريا مزدهرا يوفر عوائد مالية كبيرة للبلاد، وهي نقطة الانفتاح على العالم الخارجي لعمان، وخاصة وأن حمد كانت لديه رغبة واضحة لتعزيز موقع عمان على الساحة الإقليمية، وعدم اتباع سياسة الانعزال التي مال له والده.
ولذلك نجده بأنه بادر مباشرة لنقل العاصمة من الرستاق إلى مسقط، واهتم كثيرا في بناء التحصينات والسفن، وتحسين القدرات العسكرية لبلاده، كما أخذ يسارع لاسترجاع السلطة على الساحل الشمالي المطل على الخليج العربي ولذلك كله اختار مسقط مركزا للإدارة في عهده بدل الرستاق.
ويؤكد الكثير من الباحثين بأن ما فعله حمد من نقل العاصمة إلى مسقط أدى إلى خروجه من دائرة ضغط القبائل العمانية المتمركزة في المنطقة الداخلية من عمان، والتي كانت كثيرة المشاكل وتنشغل بين الحين والآخر بصراعاتها القبلية، كما أسهم بنقله العاصمة إلى مسقط في إعطاء عمان بعدا اقتصاديا وانفتاحا مختلفا، وغيّر من نمط الإنتاج الاقتصادي للبلاد في الداخل إلى نمط إنتاجه زراعي اشبه بالفكر الإقطاعي المحافظ، بينما الساحل نمط انتاجه تجاري أشبه بالفكر البرجوازي.
وفاة حمد:
في عام 1792م جهز حمد حملة عسكرية لم يخبر أحدا بوجهتها كعادته، وأمر أن يكون تجمع الجيش في بركاء ، وحينما خرج من مسقط لقيادة الجيش أحس بالحمى، فلم يقدر على المسير ورجع إلى مسقط ، إذ تبين أنه مصاب بمرض الجدري، فبعث إلى أبيه الإمام يطلب وصوله إليه ، وحينما وصل أبوه إلى مسقط وجد المرض قد اشتد عليه، وما زاده حسرة في مرضه قيام بعض المجهولين بحرق سفينته الرحماني، وهي أكبر سفنه التي أمر بصنعها، فتحسّر عليها حسرة شديدة، وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة انتقل حمد ابن الإمام إلى رحمة الله في ليلة الجمعة 8 رجب 1792م، وشيّعه جمع غفير من الناس في جنازة مهيبة ، ودفن في الوادي الأوسط في مسقط وسط حزن شديد أصاب العمانيين الذين أحبّوه كثيرا لخصاله التي ذكرناها فيما سبق.
وقد رثاه والده الإمام سعيد بعدد من القصائد المعروفة، إذ قال فيه:
وافى حمامك يا حبيبي بالعجل *** نار تلهّب في ضميري تشتعل
والجدير بالذكر أن الإمام سعيد كان شاعرا، وأديبا، وهو صاحب القصيدة الخالدة ” يا باخلا بالوصل” التي تقول أبياتها:
يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دلّني
وتركتني حيران صباً هائماً أرعى النجوم وأنت في نوم هني
عاهدتني أنْ لا تميل عن الهوى وحلفت لي يا غصن أن لا تنثني
هبّ النسيم ومال غصنُ مثله أين الزمان وأين ما عاهدتني
جاد الزمان وأنت ما واصلتني يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني
واصلتني حتى ملكت حشاشتي ورجعتَ من بعد الوصال هجرتني
الهجر من بعد الوصال قطيعة يا ليت من قبل الوصال تركتني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي وحلفت أنك لا تخون فخنتني
لما ملكت قياد سرى بالهوى وعلمت أني عاشق لك خنتني
ولأقعدن على الطريق فاشتكى في زي مظلوم وأنت ظلمتني
ولأشكينّك عند سلطان الهوى ليعذبنك مثل ما عذبتني
ولأدعين عليك في جنح الدجى فعساك تبلى مثل ما أبليتني
لقد شدتْ هذه القصيدة اهتمام الكثيرين، وخصوصا بعدما أديتْ كأغنية ملحنة، وآية ذلك قيام أحد الشعراء بكتابة رد عليها على لسان المرأة المعنية. وقد أخذ الرد الشكل التالي:
يا أيها السلطان حسبك أنني أسرعتُ لما قيل أنت طلبتني
وأتيتُ لكن ما رأيتُ بداركم من جاء يشكوني فكيف دعوتني
فابعثْ إليه الآن يأتي مسرعا إنْ لم «أراه» الآن ما أنصفتني
ولتستمع مني فقلبي يشتعل أرجوك قبل سماعي لا تحتجني
وإنْ اكتفيتَ أو احتكمتَ لزعمه فلقد ظلمتَ الحب ثم أهنتني
قل للذي مني تشاكى قائلا إن الهوى قد ذلّه وأعزني
هيهات أنْ يعتز يوما بالهوى منْ بالهوى يرضى وكيف سيعتني
إنّ الهوى بالذل دوما يكتسي من يرتدي ثوب الهوى فسينحني
فانظر إلى جسدي ووجهي ذابلا إنْ لم تر ذلا عليه لعنتني
إنْ لا يهنىء بنوم جسمه أينام جسمي يا إمام خذلتني
قلي بربك هل ينامُ متيمٌ إنْ كنتَ تعرفُ من ينامُ أجبتني
أما الخيانة للعهود فليته لم ينطق اللفظ الذي قد هدني
أنا ما ظلمتُ ولا هجرتُ وصاله بل كلما قلتُ الوصال يردني
لم ينثني غصنُ المحبة إنما أنت الذي فيما ادعيتَ ذبحتني
تبت يدي إن كنتُ أبخل وصلكم احترتُ فيما تدعي حيرتني
أنت الذي أخفيتَ في القلب الهوى وكتمتَ حبك لي وما صارحتني
فلئن دعوتَ عليّ في جنح الدجى فالله حسبي منك إن هددتني
ولئن قعدتَ على الطريق لتشتكي فلأصبرن عليك إنْ آذيتني
كما قام شاعر آخر بتشطير القصيدة كما يلي:
يا من هواه أعزه وأذلني أبشر بذل مثلما أذللتني
ستعود بعد الذل تصرخ قائلا كيف السبيل إلى وصالك دلني
وتركتني حيران صبا هائما أبكي عليك وأنت ما واسيتني
وجعلت ليلي كالنهار بطوله أرعى النجوم وأنت في نوم هني
عاهدتني ألا تميل عن الهوى ماذا جرى لهواك حتى ينحني
أنسيت أم نسيت أنك قلت لي وحلفت لي يا غصن ألا تنثني
هب النسيم ومال غصن مثله وغدا نسيمك كالرياح فجعتني
أتعطلت قيم المحبة عندكم أين الزمان وأين ما عاهدتني
جاد الزمان وأنت ما واصلتني قل لي لماذا يا خليل خذلتني
أتظن أن الوصل مالٌ ينتقص يا باخلا بالوصل أنت قتلتني
واصلتني حتى ملكت حشاشتي ثم اختفيت عن الورى حيرتني
أحييت قلبي وأطمئن مع الهوى ورجعت من بعد الوصال هجرتني
الهجر من بعد الوصال قطيعة وجريمة كبرى بها أتعبتني
أحييتني يا هاجري وأمتّني ياليت من قبل الوصال تركتني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي أغلظت بالأقسام حين عرفتني
أخلفت عهدك والعهود غليظة وحلفت أنك لا تخون، وخنتني
لما ملكتَ قياد سري بالهوى فرّطتَ فيما حزته وأضعتني
وأضعت حبي من يديك وكنزه وعلمتَ أني عاشق لك فخنتني
فلأشكينك عند سلطان الهوى ليرى وفائي للهوى ويضمني
وسيستمع مني الحقيقة كلها ليعذبنك مثلما عذبتني
ولأقعدن على الطريق وأشتكي كي يعلم العشاق من منا الغني
وسينظرون إلى من نور الهوى في زي مظلوم وأنت ظلمتني
ولأدعيّن عليك في جنح الدجى لترى العدالة مثلما أوهمتني
هذا هو العدلُ الذي لك ينبغي فعساك تُبلى مثلما أبليتني
المراجع:
عمان في عهدي الإمام سعيد والسيد سلطان بن أحمد البوسعيدي (1783 – 1804م)، د/صالح بن عامر الخروصي، بيت الغشام للنشر والترجمة، الطبعة الأولى 2015م مسقط.
عمان عبر التاريخ – الجزء الثالث والرابع، الشيخ سالم بن حمود السيابي، وزارة التراث والثقافة، الطبعة الخامسة 2014م مسقط.