أحمد بن عبدالله الشبيبي- أخصائي استشارات أسرية
الحوار بين الزوجين له دور كبير في تقوية العلاقات الأسرية والزوجية خاصةً، ويزيد من تماسك الأسرة، إذ إن العلاقة المبنية على المحبة والألفة بين الزوجين تسهم في زيادة التفاهم والتوافق بينهما، وتقلل من المشاكل الزوجية، وهناك دراسات أكدت بأن المشاكل الزوجية يعود سببها الرئيس إلى انعدام لغة الحوار داخل الأسرة، وهذا ما سنسلط عليه الضوء عبر مقالنا الأسبوعي في “أثير”.
إن من أهمية الحوار بين الزوجين أنه يساعد على التوافق الزوجي، ومن خلاله يتحقق أيضا التواصل بين أفرادها، ويبث بين أفراد الأسرة روح المحبة والمودة، ويساعدهم على التقريب بين وجهات النظر ويعلمهم احترام رأي الآخر.
إن الحوار الأسري يحتاجه الشباب المتزوجون حديثا في بداية زواجهم فهو يعد الرداء الأساسي للأسرة، وهنا يمكن للأزواج أن يعبروا عن مشاعرهم بالأشياء الداخلية وبالإيجابيات والسلبيات، ويمكن القول بأن هناك ثلاث فئات بين هؤلاء الأزواج، وهي الفئة الأولى التي تلتزم الصمت والفئة الثانية التي تعبر عن مشاعرها ولكن بطريقة خاطئة والفئة الثالثة التي تعبر عن مشاعرها بطريقة صحيحة.
يجب على الزوجين أن يأخذوا في بالهم موضوعا مهما جدا وهو الاختلاف بين الرجل والمرأة، فهما مختلفان تماما في الأحاسيس والمشاعر وطريقة التفكير أيضا ، لذلك لو عرف كل واحد من الزوجين هذا الاختلاف فإن الحوار بينهما سيكون ناجحا وإيجابيا.
وهنا علينا أن نوضح الطرق الكفيلة بتطبيق الحوار ومنها أن الزوج عليه أن يتفهم حاجة الزوجة للكلام، ويستوعب حاجتها لأذن صاغية وعلى الزوجة أيضا ألا تضغط على زوجها ليتكلم حين تجده غير مستعد للحديث، وألا تسيء تفسير موقفه.
ونتطرق إلى تقنيات الحوار بين الزوجين حيث إنه ينبغي على الزوجين مراعاة أمور كثيرة، منها:
على الزوجين أن يتذكروا فيما بينهم استحضار النية الصالحة في الحوار وعدم تحويله إلى جدال، فلا ندخل الحوارات على أنها معارك يجب أن ننتصر فيها ، وما دام الأمر كذلك فالجدال لا مكان له في حواراتنا، بل يجب أن نفيد ونستفيد، وإلا فعلى الحوار السلام و التأكيد على نفسية الكسب للطرفين وعدم وجود طرف ثالث أياً كان، وعلى الزوجين أن يبقيا داخل حياتهما سراً لا يطلع عليه أحد حتى أقرب المقربين، و اعتماد قاعدة أساسية في الحوار وهي “اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”، قد نختلف نعم، لكننا نختلف لأننا نريد مصلحة الأسرة، كما أن الصراحة بين الزوجين شرط أساسي في العلاقة وفي الحوار بينهما بشكل خاص ، ويجب عليهما أن يحترما رغباتهما، وأن يكونا هادئين أثناء الحوار ويخفضا من أصواتهما أثناء الحوار ، وأن تكون الابتسامة حاضرة بينهما وأن يكونا حذرين جدا وألا يقاطع أحدهما الآخر أو الاستهزاء بالشتم واللوم أثناء الحوار.
وهناك بعض من المفاهيم الخاطئة والسلبية عند الزوجين التي تعيق عملية الحوار والتواصل بينهم. ونذكر أهمها:
– يعتقد الزوج بأن الزوجة تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والمحادثة ولا يعلم بأن هناك فروقات بين الرجل والمرأة في عدة جوانب.
– أحيانا الزوج يستهين من شكوى الزوجة له واعتبارها من أساليب الزوجة النكدية وبعض الأحيان يستخف حتى من اقتراحاتها وهذا يعود لعدم الثقة بينهما.
– يتصور الزوج بأنه قد أوفى بكل متطلبات الزوجة وأدى واجباته المالية من حيث السعي والعمل والإنفاق وهكذا يكون قد أدى دوره.
– بعض الأزواج يعتقد بأن الزوجة بطبعها كثيرة الثرثرة فمن الأفضل عدم إعطائها الفرصة للتحدث والكلام.
– اعتقاد الزوج بأن على الزوجة فقط أن تبادر لتحادث زوجها وتؤمن له الراحة النفسية.