بينهم “امرأة عالِمة”: تعرّف على أسرة “أولاد محمود القلاهتة” العُمانية وشغفها بالعلم

بينهم “امرأة عالِمة”: تعرّف على أسرة “أولاد محمود القلاهتة” العُمانية وشغفها بالعلم
بينهم “امرأة عالِمة”: تعرّف على أسرة “أولاد محمود القلاهتة” العُمانية وشغفها بالعلم بينهم “امرأة عالِمة”: تعرّف على أسرة “أولاد محمود القلاهتة” العُمانية وشغفها بالعلم

أثير- تاريخ عمان

أثير- تاريخ عمان

أثير- د.محمد بن حمد العريمي

أثير- د.محمد بن حمد العريمي

 

حرص العمانيون منذ القدم على إعطاء العلم أولوية مهمة في حياتهم الاجتماعية؛ لذا فقد برعوا في العديد من المجالات العلمية المختلفة، وبرز عدد من العلماء الموسوعيين، وتم تأليف الكتب الجوامع والموسوعية والمتخصصة، كما نشطت حركة الترجمة والنسخ والتقييد، وكان من الطبيعي أن يظهر العديد من المكتبات العامة والخاصة لحفظ ذلك الإنتاج الفكري المتنوع.

حرص العمانيون منذ القدم على إعطاء العلم أولوية مهمة في حياتهم الاجتماعية؛ لذا فقد برعوا في العديد من المجالات العلمية المختلفة، وبرز

عدد

من العلماء الموسوعيين، وتم تأليف الكتب الجوامع والموسوعية والمتخصصة، كما نشطت حركة الترجمة والنسخ والتقييد، وكان من الطبيعي أن يظهر العديد من المكتبات العامة والخاصة لحفظ ذلك الإنتاج الفكري المتنوع.

كما ظهر في عمان العديد من الأسر والبيوتات العريقة التي اهتمت بالجانب العلمي في مجالاته الفقهية والتاريخية واللغوية والأدبية والاجتماعية المختلفة، وكانوا حريصين على انتقال هذا الاهتمام من جيلٍ لآخر، فظهرت في تلك الأسر سلسلة من المهتمين الذين برعوا في مجال التأليف والنسخ واقتناء الكتب والمخطوطات.  

وتُعد أسرة أولاد محمود القلاهتة إحدى القبائل الأزدية التي سكنت مدينة صور العريقة وما حولها؛ من الأسر التي كان لها باع طويل في مجال العلم والسياسة والعمل المجتمعي، حيث ظهر منها العديد من الأعلام في تلك المجالات، يعدّون امتدادًا لعلماء مشاهير ظهروا في فترات تاريخية متقدمة نذكر منهم الشيخ محمد بن سعيد القلهاتي الذي يعد من أبرز علماء النصف الثاني من القرن السادس، وهو إلى جانب شهرته الفقهية لغوي أديب، ومؤرخ له باع طويل، ومن أشهر مؤلفاته المنتشرة كتاب “الكشف والبيان في الأصول وبيان فرق الأمة الكلامية”، وهو إلى جانب ذلك شاعر مبدع ذو نفس طويل، من ذلك منظومته المسدسة الحلوانية، وتعرف أيضا بالقحطانية، وله أيضا المقامة الكلوية، والشيخ فاضل بن عبد الله القلهاتي الذي ذكر اسمه في كتاب (الدعائم) لابن النظر بالعبارة التالية:” …وكان معاصرًا للشيخ فاضل بن عبد الله القلهاتي..”، والشيخ الحسن بن أحمد بن محمد بن سعيد القلهاتي الذي عدّه الشيخ سليمان بن خلف الخروصي من مشاهير عمان.

 

  وتدل الوثائق والمخطوطات العديدة التي تملكها هذه الأسرة – واطلعت عليها “أثير”- على مدى عمق تلك الاهتمامات وامتدادها خلال القرون الثلاثة الأخيرة وربما قبلها، وستخصص (أثير) هذا الموضوع للتعريف بعدد من المهتمين بالجوانب العلمية الذين أنجبتهم هذه الأسرة مستفيدين من المعلومات الواردة في مسودة كتاب حول تاريخ قلهات للباحث الشيخ ناصر بن سالم القلهاتي، وبالعودة إلى عدد من المراجع التي وردت فيها إشارات إلى بعض الشخصيات الواردة.  

الشيخ سعيد بن محمود بن ربيع القلهاتي:

الشيخ سعيد بن محمود بن ربيع القلهاتي:

هو سعيد بن محمود بن ربيع بن أحمد بن محمود القلهاتي الصوري، ويتبين لنا أنه من أهل العلم من خلال الكتب التي نسخها لنفسه ومنها كتاب “الدلائل على اللوازم والوسائل” في الفقه ورد فيه:” ….وكان تمامه نهار الخميس يوم عشرين من شهر رمضان من شهور سنة خمسة وسبعين سنة ومائة سنة وألف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم”، كما نسخ الجزء الثالث عشر من كتاب منهج الطالبين وبلاغ الراغبين وتاريخ نسخه كما ورد في المخطوطة: “…تمت كتابته ضحى الأحد لعشر ليالٍ خلوْنَ من رمضان 1186هـ وكان تمامه على يد أفقر خلق الله إلى رحمة خالقه العبد المذنب التائب إلى ربه الفقير إليه سعيد بن محمود بن ربيع بن أحمد القلهاتي الصوري”.

كما أشار الشيخ البطاشي في صفحة 115 من كتاب (إتحاف الأعيان. ج3) إلى أنه نسخ الجزء الثامن عشر من كتاب ” منهج الطالبين” وتاريخ نسخه سنة (1181هـ).

الشيخ حمد بن محمود بن ربيع القلهاتي:

الشيخ حمد بن محمود بن ربيع القلهاتي:

هو حمد بن محمود بن ربيع بن أحمد بن محمود القلهاتي، ورد اسمه مرتبطًا بلفظة الشيخ في الكتب التي نسخت لابنته الشيخة عائشة، عاش في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، ويُعد من أهل العلم والفضل وهو أخو الشيخ سعيد بن محمود القلهاتي المتقدم ذكره.

الشيخة عائشة بنت حمد القلهاتية:

الشيخة عائشة بنت حمد القلهاتية:

هي عائشة بنت حمد بن محمود بن ربيع القلهاتية الصورية، من النساء اللواتي شغلن أنفسهنّ بطلب العلم، نشأت في بيت علمٍ وصلاحٍ وفضل، ومما يدل على علمها نسخ عدد من الكتب الفقهية لها ومن ذلك:” هذا الكتاب نسخته للأخت المحبة الصفية الوفية الطاهرة الزكية عائشة بنت الشيخ حمد بن محمود بن ربيع القلهاتية الصورية رزقها الله حفظها. آمين”.

وذكر محمد بن عبد الله السيفي في صفحة 284 بالجزء الثالث من النمير أنه ورد في الجزء الرابع عشر من كتاب المصنف بمخطوطات بني محمد بن سليمان العبارة الآتية: “…نسخ هذا الكتاب للشيخة الصفية عائشة بنت حمد بن محمود بن ربيع القلهاتية الصورية…”، كما نسخ لها الجزء الثامن من كتاب “بيان الشرع” والمخطوطة موجودة بمكتبة الشيخ سيف بن حمود البطاشي كُتِب فيها ” نسخت هذا الكتاب للشيخة الرضية الزكية عائشة بنت الشيخ حمد بن محمود بن ربيع القلهاتية الصورية رزقها الله العلم الواسع”.

وقد عاشت الشيخة عائشة في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر الهجري بدليل المخطوطة التي كتبت لها عام 1205هـ.

الشيخ سالم بن سعيد بن محمود القلهاتي:

الشيخ سالم بن سعيد بن محمود القلهاتي:

هو الفقيه القاضي سالم بن سعيد بن محمود بن ربيع بن أحمد القلهاتي الصوري، من فقهاء القرن الثاني عشر، كان إلى سنة 1205هـ على قيد الحياة، نسخ له الجزء العشرين من كتاب “منهج الطالبين”، و”شرح المنظومة الجزرية في التجويد” بخط خادم بن رجب، وهذا يدل على مدى اهتمام الشيخ بعلم التجويد، وقد تكون دليلًا على بداية الاهتمام بهذا العلم في عمان، وتاريخ إتمام نسخها هو عصر يوم الأحد لست ليالٍ خلوْنَ من رجب عام 1205هـ.

كما وجدت له مخطوطة تعود للقرن الثالث عشر الهجري وفيها شهادة أربعة من المشايخ بخصوص وقف مال (حيط سدرة وجدالة) من قرية قعب لمدرسة القرآن ببلاد صور الملاصقة لمزرعة القلاهتة، وهم ناصر بن عامر بن سالم من أولاد راشد بن جابر، وسالم بن سعيد بن محمود القلهاتي، وراشد بن خميس الإسماعيلي، ومحمد بن خميس الإسماعيلي.

الشيخ سالم بن خلفان بن سعيد القلهاتي:

الشيخ سالم بن خلفان بن سعيد القلهاتي:

هو سالم بن خلفان بن سعيد بن خلفان بن سعيد بن محمود القلهاتي الصوري، عاش في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري والنصف الأول من القرن الرابع عشر، وتوفي سنة (1345هـ). عاش حياته بوادي بني جابر في قرية قعب، وكان رجلا فاضلا فقيها عرف بشجاعته في قول الحق، وكان حافظًا لكثير من آيات القرآن، ويروى عنه أنه كان يطيل القراءة في صلاة التراويح.

كان الشيخ مقدمًا في قومه ويحظى باحترامٍ واسع لدى الحكومة والمجتمع، وعاصر الشيخين صالح بن علي الحارثي ونور الدين السالمي، وكان مواصلا لهما رغم بعد المسافة، ومما روي عنه أن الإمام السالمي سأله عن نسبه قائلا ممن أنتم؟ (يقصد نسب القلاهتة) فرد عليه الشيخ: أنتم أدرى بهذا، فقال الإمام السالمي: أنتم أزد.

كما كان فقيهًا مهتمًا بالكتب ومعتنيًا بها وخصوصًا كتب الفقه والأدب، روي عنه أنه كان يبعث الأوراق والقرطاس مع أصحاب القوافل للناسخ علي بن سالم الراشدي لينسخ له كتب الأثر، وذكر السيفي في الصفحة 317 من كتابه (النمير. ج1) ناقلًا عن السيد محمد بن أحمد البوسعيدي أنه وجد رسالة بيّن فيها الناسخ أنه فرغ من نسخ عشرة أجزاء من كتاب (بيان الشرع) للشيخ سالم بن خلفان القلهاتي، وأنه ينتظر القرطاس ليتم أعمال النسخ.

كما وجِدَت له رسالة بعث بها إليه علي بن سالم الراشدي يقول فيها “… وأعرفك من قبل كتاب ابن النظر لم نجده في الحال وإن كانت عندك قرطاس وتريد شيئًا من الكتب الباقية فأرسل لنا قرطاسًا، وإن أردت نسخ كتاب المهذّب جامع علم الميراث فإنه يوجد منه نسخة، وهو أوضح كتب الميراث…حرر يوم 23 شوال سنة 1320هـ”.

كما وجد اسمه على مخطوطة كتاب (شرح الدعائم) الجزء الأول بمكتبة السيد محمد بن أحمد، برقم (1818-ش)، والعبارة التي ورد فيها ذكر اسمه هي:” هذا الكتاب عندي على سبيل الإعارة المردودة إلى أهلها وهو للأخ الزكي والخل النقي الشيخ سالم بن خلفان بن سعيد القلهاتي، كتبت العبارة بتاريخ الثالث من ربيع الأول 1320هـ كتبه محمد بن شماس بن عدي الشعيبي بيده”.

ونسخ له الشيخ زاهر بن عامر بن سيف المسكري كتاب (البستان وسلوة المحزان) في رجب 1310هـ، وله مخطوطة لكتاب جوهر النظام الجزء الأول نسخت له في ذي القعدة من سنة 1335هـ بيد علي بن سالم الراشدي، كما نسخ له الراشدي الجزء الثاني من نفس الكتاب في ذي الحجة من العام نفسه.

الشيخ القاضي سالم بن راشد القلهاتي:

الشيخ القاضي سالم بن راشد القلهاتي:

نشأ في بيت علم وصلاح وفضل؛ فقد كان والده راشد بن سالم رجلًا فاضلًا ذا صلاح وتقوى، وكان مقدمًا في قومه يحظى بمكانة اجتماعية لدى الحكومة والمجتمع.

توفي والده وعمره سنتان تقريبًا وتولت أمه زينب بنت محمد بن راشد الإسماعيلية تربيته فأحسنت ذلك، وكان جدها لوالدها راشد بن عبد الله الإسماعيلي من رجال العلم البارزين الذين يرجع إليهم في مسائل الفقه والشرع.

التحق في بداية حياته بالكتاتيب فتعلم القرآن الكريم وختمه على يد المعلم ربيع بن مسعود النجادي وعمره ثمان سنوات، كان حريصًا على القراءة والاطلاع وتعليم نفسه بنفسه، وكان يزور العلماء ويحضر بعض حلقات العلم معهم، كما تعلم على يد الشيخ الربيع بن المر المزروعي في منتصف سبعينيات القرن الماضي بجامع الخور بمسقط.

قرأ الشيخ سالم في علوم الشرع والأدب واللغة، فبرع فيها فكان فقيهًا وأديبًا ولغويًا وشاعرًا، وله باع في علمي التاريخ والأنساب، كما تقلد منصب القضاء في عدد من المحاكم الشرعية ببعض الولايات، بالإضافة إلى محكمة الاستئناف بمسقط، ولجنة التظلمات بديوان البلاط السلطاني، والمحكمة العليا.

المراجع:

المراجع:

1- البطاشي، سيف بن حمود. إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان. الجزء الثالث، ط 3، مكتبة السيد محمد بن أحمد،2010

1-

البطاشي، سيف بن حمود. إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان. الجزء الثالث، ط 3، مكتبة السيد محمد بن أحمد،2010

2-  السيفي، محمد بن عبد الله. النمير حكايات وروايات، الجزء الأول، ط 2

2-

 السيفي، محمد بن عبد الله. النمير حكايات وروايات، الجزء الأول، ط 2

3- السيفي، محمد بن عبد الله. النمير حكايات وروايات، الجزء الثالث، مسقط، مكتبة الأنفال

3-

السيفي، محمد بن عبد الله. النمير حكايات وروايات، الجزء الثالث، مسقط، مكتبة الأنفال

4- القلهاتي، ناصر بن سالم. مسودة كتاب عن تاريخ قلهات

4-

القلهاتي، ناصر بن سالم. مسودة كتاب عن تاريخ قلهات

5- موقع تادارت الإلكتروني.www.taddart.org/?p=8003

5-

موقع تادارت الإلكتروني.

www.taddart.org/?p=8003

  • صور الوثائق من أرشيف الباحث الشيخ ناصر بن سالم القلهاتي.

صور الوثائق من أرشيف الباحث الشيخ ناصر بن سالم القلهاتي.

Your Page Title