مقال تنشره “أثير” بالتعاون مع اتحاد عمال السلطنة
إن تحقيق معايير السلامة والصحة المهنيتين في بيئة العمل يعد من أهم أولويات كل منشأة، تحرص على الحفاظ على بيئة عمل ناجحة ومحفزة، وتعلي من شأن العامل، وترعى حقوقه، ولا تدخر وسعًا من أجل حمايته من أي ضرر معنوي أو مادي قد يلحق به.
ويقتضي العمل على تحقيق معايير السلامة والصحة المهنيتين -كغيره من العوامل التي تسهم في إيجاد بيئة عمل إيجابية – قيام كل طرف من أطراف الإنتاج بدور معين يتفاوت في مستوى المسؤولية وشكلها؛ وعليه تقع على النقابة العمالية – باعتبارها الطرف الممثل للعمال داخل المنشأة – مسؤولية لا مناص منها ومشتركة مع كل من العامل وإدارة المنشأة، تتمثل في ضمان تحقيق معايير السلامة والصحة المهنيتين داخل المنشاة؛ فيا ترى ما أشكال هذه المسؤولية التي يجب على النقابة العمالية المشاركة في العمل على ضمان تحققها داخل المنشأة؟ وكيف تتم؟
هناك العديد من الأدوار التي يمكن للنقابة العمالية أن تلعبها؛ من أجل ضمان تحقيق معايير السلامة والصحة المهنيتين، منها:
1) أن تكون على اطلاع دائم على قانون العمل والقرارات الصادرة بشأنه؛ من أجل نشر التوعية السليمة ذات الصلة السلامة والصحة المهنيتين لدى العمال.
2) أن تشكل لجنة، أعضاؤها لديهم المكنة والخبرة من أعضاء الجمعية العمومية أو ممن يعملون في مهن ذات صلة بالسلامة والصحة المهنيتين ؛ من أجل متابعة جميع مواقع العمل؛ تمهيدًا لرفع تقارير عنها لإدارة المنشأة.
3) تقديم برامج ودورات تدريبية نظرية وعملية لجميع العمال؛ من أجل رفع مستوى وعيهم وقدرتهم على الالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنيتين.
4) تقديم مقترحات عملية قابلة للتطبيق لإدارة الشركة، تسهم في معالجة الإشكالات ذات الصلة بالسلامة والصحة المهنيتين.
5) تقديم النصائح والإرشادات بشكل مباشر للعمال الذين لا يلتزمون بمعايير السلامة والصحة المهنيتين.
6) استثمار الأنشطة التي تنفذها النقابة العمالية ضمن أنشطتها الدورية لمناقشة أي موضوع ذي صلة بالسلامة والصحة المهنيتين.
7)
ومع أزمة كوفيد-19 التي عصفت بالعالم أجمع يتضح جليًّا أن الاستمرار في الالتزام بالتدابير الخاصة بالسلامة والصحة المهنيتين في منشآت القطاع الخاص حاجة ملحة -لا مناص منها- تضمن سلامة العاملين وصحتهم، وتحقق بيئة عمل آمنة ومستقرة بها، وتسهم في تخطي الآثار الناتجة عن انتشار الفيروس أو التقليل منها -على أقل تقدير؛ الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود من قبل كافة الأطراف؛ للقيام بدورها على أكمل وجه.
