أثير – موسى الفرعي
ليل مسقط تجاوز محتواه وجماليات عطائه إلى ما بعده، البرنامج الذي أتاح لي فرصا كثيرة من بينها الإحساس بالبهجة والفرح بأن أشارك الضيوف الكرام تفاصيل حيوات إبداعية وعلمية وعملية، لذا وجب علي أن تكون الافتتاحية هي شكر وافر لجميع العاملين على “ليل مسقط”، البرنامج الذي يجعلني أقف على نقطة تماس مع الجمهور الكريم وأن أكون نقطة التقاء وتوزيع للمعارف والذكريات وتفاصيل كثيرة قد لا تشكل أولوية عند أحدنا من جهة الاهتمام الخاص أو التخصص، ولكنها بكل تأكيد تنعكس إيجابا علينا بمعلومة تجيء من هنا أو ذكرى من هناك، فأهمية الأشياء تكمن في قدرتنا على الاستنباط وتفجير الرؤى الخاصة بنا من مثل ذلك، ومن أجمل المساحات التي يصنعها “ليل مسقط” هي ما يجيء بعد البرنامج، لذلك قلت في البدء بأنه تجاوز محتواه، حيث أبدأ بقطع الشوارع الخالية إلا من الطبيعة والهدوء اللذان يلفان مسقط، وأبطال حقيقيون يسهرون الليل حفاظا على النظام وحرصا على سلامة الإنسان وهم “العيون الساهرة” رجال شرطة عمان السلطانية الذين ألتقي بهم في طريقة العودة في أكثر من نقطة، الأبطال الذين ارتسمت البسمة على وجوههم وكانت البشاشة افتتاحية اللقاء والسؤال، إنهم صورة واحدة في البشاشة والحرص وإن اختلفت الأرواح والأفكار والمستويات، فكيف يمكن أن يشكر هؤلاء بما يليق بهم.. لست أدري، ولكنني وجدت أن من حقهم علينا ومن واجبنا أن نقول لهم شكرا على سهركم الذي يمسك الليل من أطرافه ليكون أكثر أمانا وطمأنينة، إنهم الأبطال الذي نبصرهم وهناك أمثالهم كثر في حقول العطاء والعمل للتصدي لهذه الجائحة، أبطال لا ينافقون كي يصيبوا مصلحة أو اتقاء أي شيء، دافعهم الحقيقي وطنيتهم وإنسانيتهم وهدفهم عُمان والإنسان، وهذه الكلمات تأتي تعبيرا ومحاولة لأقول للعيون الساهرة وجميع الواقفين على حد التصدي لهذه الجائحة: “شكرا لأنكم أبناؤنا وإخوتنا وبمثلكم نشرف ونفاخر دائما، وشكرا لـ “ليل مسقط” الذي كان سببا للاغتسال بجماليات الحضور، وسكون الليل، ومشاهدة الساهرين على أمننا حبا وكرامة وواجبا مقدسا”.