أثير – مـحـمـد الـعـريـمـي
يُعد العمل التطوعي من أنبل الأعمال التي يبقى أثرها ولا يطويها الزمان في سجل النسيان، وهي إحدى الخدمات التي يقدمها الفرد كخدمة إنسانية ووطنية، وأحد الأمثلة على ذلك مواطن عماني كُرِّم نظير عمله التطوعي في إحدى أهم الجوائز العُمانية في المجال التطوعي، ليستثمر مبلغ الجائزة في استكمال أعماله التطوعية من خلال شق طريق آخر خدمةً لحاجة الناس.
هو المواطن سعيد بن حمدان بن سالم المقيمي من بلدة الغنب بجبال نيابة طيوي بولاية صور، الذي سبق وأن حاز على المركز الأول بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي للفترة السادسة إثر إطلاق مبادرته الخيِّرة لشق طرقًا في جبال نيابة طيوي تربط بعض القرى وتختصر المسافة والوقت.
تمكن سعيد مؤخرًا من شق طريق اختصر الوقت من 3 ساعات ونصف إلى نصف ساعة ومن قطع مسافة 200 كم إلى 10 كم، مستعينًا بحفار اشتراه بمبلغ حصل عليه من جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي، وفي تواصل لـ “أثير” قال المواطن سعيد: تمكنت من شق طريق من قرية حلوت بجبال نيابة طيوي إلى قرية العود التابعة لوادي بني خالد بمسافة تقارب 9كم، واستغرق العمل فيه 7 أشهر، موضحًا بأنه قبل شق هذا الطريق كان الناس يقطعون مسافات طويلة متكبدين بذلك عناء السفر وخسائر مالية.
“أثير”
وأضاف سعيد: الأهالي تقدموا بطلب إنشاء الطريق منذ سنين عديدة. كما أننا تقدمنا بطلب تفجير عقبة جبلية توجد في الطريق بطول 500 متر وهي أصعب ما في الطريق، لكن جاء الرد بالاعتذار، ونكرر طلبنا لهم. كما نوجّه دعوتنا لوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في مساعدتنا بتوفير حفار من الحجم الأكبر لتوسعة هذه العقبة، وعمل حمايات جانبية ورصف بالإسمنت لمسافة 1كم.
وأشار سعيد إلى أنه خلال الـ 5 سنوات الماضية عمل على شق بعض الطرق الجبلية التي تربط القرى والبلدان في جبال نيابة طيوي تصل إلى 15 كم ، وقد سهلت هذه الطرق الحركة وقربت المسافات واختصرت الوقت وخففت الجهد والمال.
وفي ختام حديث المواطن سعيد مع “أثير” أكّد بأن فكرة العمل تنبع من حاجة الناس إلى الطرق وربط البلدان ببعضها البعض للتنقل وقضاء الأعمال والوصول إلى المستشفيات الحكومية والأسواق وغيرها من المقاصد، مناشدًا الجهات المختصة الحكومية أو الأهلية العامة والخاصة لتقديم الدعم لهذه الأعمال والمبادرات الأهلية حتى تستمر ويستفيد منها الناس وتشمل قرى غيرها، موضحًا بأن هنالك الكثير من القرى في قائمة الانتظار والمال هو الذي يحرك هذه الأعمال ولابد من الدعم المالي وإلا لما استطاع أصحاب المبادرات بالاستمرار في هذا المجال؛ نظرًا للتكلفة الباهظة التي تتطلبها هذه الأعمال، مقدمًا شكره للشركات التي قدمت دعمها للخدمات الاجتماعية.
“أثير”
