أثير – ناصر الحارثي
تعاني الكثير من المؤسسات من علاقة مضطربة بين المديرين والموظفين، وذلك لاتساع الفجوة بين المدير وموظفيه؛ إذ لطالما يشعر المدير بأن الموظفين ينظرون للقرارات من زاوية ضيقة، في حين يرى الموظفون بأن المدير يميل إلى الاستبداد في قراراته؛ لذا سنحاول في هذا المقال فهم هذه العلاقة المرتبكة، والحلول المقترحة لها.
تنشأ العلاقة المرتبكة نتيجة وجود عوامل معينة من أهمها:
– ضعف التواصل: يميل بعض المديرين إلى الغموض في كثير من القضايا سواء فيما يتعلق بتطلعات المسؤولين وتوقعاتهم أو في توقعاته تجاه الموظفين، لذا يحاول قدر الإمكان أن يتحفظ على الكثير من الموضوعات، ويجردها من سياقها ويحولها إلى قرارات مباشرة مما يؤثر سلبا عليه من خلال تحمل ضغط الطرفين وعلى الموظفين من خلال تلقيهم لأوامر مجردة.
– أولويات مختلفة: يحاول المدير قدر الإمكان الاحتفاظ بموظفين يتناغمون مع أولوياته في الموارد والوقت، وهي عملية تكامل صعبة خصوصا عندما تكون رؤية عمل المؤسسة وآليته تتسم بالضبابية.
– التحكم بالأمور: يميل بعض المديرين إلى التحكم بجميع الظروف المتعلقة بفريق عمله حتى يتخذ القرارات المناسبة، وهي عملية مرهقة وتكون عواقبها سلبية حيث يشعر الموظفون بأنهم مقيدون إلى حد كبير.
– غياب الثقة: أحيانا تتأزم الأمور في بيئة العمل وتصل إلى فقدان الثقة ببعضهم البعض وهو ما تجده في المؤسسات التي تعتمد على الخطابات الرسمية وتوثيق كل الحوارات الخاصة بالعمل كتابيا.
– التفضيل بين الموظفين: بطبيعة الحال يشعر المدير بالميل تجاه أحد الموظفين فيعطيه الأولوية في بعض المهام أو المكافآت مما يتسبب بشعور بقية الموظفين بالحرمان أو الفجوة أو غياب العدالة.
– ضبابية المسؤوليات: عندما تكون المسؤوليات والمهام غير واضحة وغير قابلة للقياس والتحكم في المؤسسة، تصبح العلاقة بين المدير والموظف متشابكة جدا وترتبط بعوامل كثيرة جدا أهمها مدى التوافق الاجتماعي والعاطفي بين المدير والموظف فيما يتراجع بشكل كبير عامل الإنتاجية في العلاقة بين الرئيس والمرؤوس.
– نقص المعرفة: وهو من أهم العوامل التي تتسبب في نفور الموظفين من المديرين حيث يتجه المدير إلى إخفاء الكثير من المعلومات عن الموظفين مما يتسبب في فقدان الثقة وتكرار الأخطاء؛ وذلك لأن إدارة المعرفة في المؤسسة هشة إلى حد كبير.
يمكننا التعرف على آلية تحسين العلاقة بين الموظفين والمديرين من خلال إدراكنا بمواطن الخلل، لكن يحاول الكثير من الموظفين والمسؤولين تجنب مناقشة هذه القضايا بحجة أنها مواضيع مربكة وقد تدخل الفريق في نقاشات لا ترتبط بشكل مباشر بالعمل، وأعتقد بأنه تصور خاطئ خاصة وأننا بشر نقضي جزءا كبيرا من حياتنا في العمل أكثر من أي مكان آخر، لذا من المهم جدا تعزيز التواصل، وإيجاد أولويات مشتركة، وعدم احتكار عملية اتخاذ القرار، بالإضافة إلى العدالة وتبادل المعلومات، كما يزداد اهتمام الموظفين بالعمل كلما أظهر المديرون الاحترام والتقدير لمجهود موظفيهم والتعاطف معهم، بالإضافة إلى أحد أهم العناصر التي ترتبط بالإنتاجية وتحسين عملية التواصل وهي المرونة لدى الأطراف الثلاثة وهي المدير والموظف ونظام العمل.