رصد-أثير
نشر الشيخ حمود بن سالم السيابي مقالا جديدا بتاريخ اليوم الأربعاء الأول من أغسطس ٢٠١٨م بعنوان “” وكلُّ أخٍ بنصْرِ أخيهِ حقُّ “.
وترصد “أثير” المقال للقارئ الكريم بنصه:
كلما احترقت خيمة عربية هرب الجناة ، فتسرع عمان ومعها الماء لتطفئ حرائق العرب.
وكلما استغاث بيتٌ عربي تفرق البغاة ، فتستجيب عمان للصيحة لتكون أول من يغيث وآخر من ينسحب من الموقع بعد تهدئة روع الساكنين وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
وكلما حمل الحلاقون مقصَّاً لقطع شعرة معاوية سعت عمان لحشر مادة صلبة لإعاقة التقاء طرفي المقص والحؤول دون قطع الشعرة العربية.
وعبر القرون كانت عمان في موقعها الجغرافي تتحرك بإملاءات الإرث التاريخي الذي لا يفهمه البعض ، فتمد عمان مظلتها الأبوية لتبقى المنطقة تحت السيطرة.
ولعل البعض يستقبل الفعل العماني بصاعقة من الأسئلة فيلقي في الأذن العربية “ألف لماذا ولماذا” ، وما أن تتبدد الغشاوات حتى تنقلب كل الأسئلة على السائلين ليكتشفوا أن عمان هي البوصلة الباقية التي يجب أن تسير على هديها سفينة الأمة.
وأن المؤشر الممغنط للبوصلة العمانية يشير دوما نحو المصلحة العربية العليا.
وأن عمان هي رأس الحكمة وصوت الوعي وضمير الأمة.
وأن الإستنارة بهذا الخزين السياسي العماني المتراكم من أوجب الواجبات.
ولدى تصفح البعض لسجل عمان الذهبي يقودهم لبديهيات يتمنون التقاطع معها فينصاعون رغما عنهم لاستحقاقات عمان للأبوة ، ولتوافر مقومات قيادة الفعل السياسي العربي ، ولأداء الدور الطليعي الذي يمكن للأمة أن تسترد تحت رايته موقعها في الجغرافيا والتاريخ.
ولقد مر الإقليم بأحداث مؤلمة وكان في كل مرة على شفا حفرة من السقوط والتحاصص بين الطامعين ، وكانت عمان الإطفائية الوحيدة للحرائق السياسية دون أن تفكر بالتسابق على المغانم بل تجشمت مغارم باهضة ودفعت “فواتير” زعيق المشككين ونعيق الناعقين وصياح المراهقين ليجمع الكل في النهاية على حقيقة أنه “لا يصح إلا الصحيح” وأن عمان دوما صانعة هذا “الصحيح”.
وكلما جنٌَد الكبار عملاءهم الصغار لتوتير المنطقة كانت عمان تتحرك من موقعها المسؤول في إفشال هذا العبث وتبصير اللاعبين بمخاطر اللعب بالنار.
ولقد كان بمقدور عمان أن تستعرض كما يستعرضون وتتشدق كما يتشدقون إلا أن ما يليق بهم لا يليق بعمان بالتأكيد فعمان تمشي خطواتها الوثقة وتعرف أين تقف ومتى تقف.
ولا شك أن الاحتقان الذي يسود أجواء المنطقة الآن هو عودة للعب بالنار ، ولإعادة إنتاج مسلسل رديء في الفكرة والسيناريو والتمويل والأداء والإخراج.
وعمان مرة أخرى في أتون نيرانه ومعها الماء لتطفي ، والحكمة لتشفي.
ولتكتب نصَّاً عربياً يليق بسجل أئمتها وسلاطينها عبر التاريخ.
ويعبِّر عن نصرة عربية كما قال عنها شوقي
” نصرتم يوم محنته أخاكم
وكلٌُ أخٍ بنصرِ أخيه حقُّ “