العمانية-أثير
احتفلت سفارة سلطنة عُمان بالعاصمة البريطانية لندن اليوم بإطلاق الفيلم الوثائقي التاريخي “كنوز عمان”، الذي يجسد مختلف الحضارات والثقافات التي مرت بها عُمان عبر آلاف السنين، تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام.
أنتج الفيلم بالتعاون بين مجلة نزوى وشركة الإنتاج ساند ستون جلوبال البريطانية، خلال زيارة قامت بها الروائية والبروفيسورة البريطانية بيتاني هيوز للعديد من الموقع الأثرية والتاريخية في سلطنة عُمان، ابتداءً من محافظة مسندم حتى محافظة ظفار، وسيعرض الفيلم على قناة بي بي سي العالمية والقناة الرابعة البريطانية اللتين تحظيان بملايين المتابعين.
وقالت الروائية بيتاني هيوز في تعليق لها خلال الفيلم إن زيارتها لسلطنة عُمان تهدف إلى التعرف على عبق الماضي التليد لهذا البلد، فتعرفت على الحضارات التي ظهرت على أرض عُمان من قبل الميلاد حتى العصور الوسطى.
وأضافت أنها خلال الزيارة قامت بمرافقة الفرق الاستكشافية التي تقوم بدراسة بعض المناطق التي توجد بها بعض الدلالات والاستكشافات المرتبطة بوجود المستوطنات القديمة من العصر النحاسي، وقامت بزيارة العديد من القلاع والحصون في سلطنة عُمان.
يقدّم الفيلم رؤية بصرية لرحلة في جبال الحجر وبالتحديد في جبل شمس، وكيف استفاد الإنسان العُماني من هذه الجبال منذ حضارة مجان، وكيف مكّنت تجارة النحاس تلك الحضارة من الازدهار.
كما يذهب الفيلم لتقديم حقائق عن مدافن بات الأثرية في ولاية عبري، مرورًا بـ (وادي دوكة) بمحافظة ظفار، حيث تجارة اللبان وما يقوم به سكان عُمان من ممارسات تجارية تتعلق بالتوابل بين الهند والصين ومصر.
ويبرز الفيلم تاريخ مدينة سمهرم الأثرية في محافظة ظفار وخور روري، وآخر الاكتشافات التي تعود للقرن الخامس قبل الميلاد.ويتطرق الفيلم إلى نظام الأفلاج في سلطنة عُمان، من خلال مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، وكيف أسهمت في نمو الأنشطة الزراعية وازدهار المجتمعات، ويركز على ولاية بهلاء، ليقترب من قلعتها التاريخية وسورها الأثري.
ويتجه الفيلم إلى الحياة البحرية بمحافظة مسندم، وأهمية التجارة البحرية وما أسهم في تكوين اللغة الكمزارية، وهي عبارة عن مزيج من عدة لغات كالفارسية والبرتغالية والفرنسية، وغيرها من لغات الشعوب التي كانت تأتي إلى مسندم قديمًا من أجل التجارة.
يذكر أن بيتاني هيوز مؤرخة وكاتبة ومذيعة متخصصة في مجال الثقافة العالمية، وتحظى برامجها بمتابعة ما يقارب 250 مليون شخص من جميع أنحاء العالم. وتعمل بيتاني حاليًّا أستاذة في معهد التعليم المستمر بجامعة كامبريدج، وزميلة أبحاث في معهد كينجز لندن.
وقد قامت بيتاني بكتابة وتقديم أكثر من 50 فيلمًا وثائقيًّا وإذاعيًّا وتلفزيونيًّا حول موضوعات دولية مختلفة تشمل الثقافة الإسلامية وكبار الفلاسفة والفنانين في العالم، وعُرضت هذه البرامج على قناة بي بي سي وتشانل 4 وبي بي إس وذا هيستوري تشانل وناشيونال جيوغرافيك وأي تي في.
وفي شأن التواصل الإعلامي تعمل سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الإعلام على التنسيق والتواصل المستمر مع جمعية الصحفيين الأجانب بالعاصمة البريطانية لندن، التي تُعدّ أقدم منظمة إعلامية من نوعها في العالم، من خلال العديد من البرامج بما فيها رعايتها للحفل السنوي لجوائز الجمعية لما يمثل ذلك من علاقات وروابط دبلوماسية وثقافية مع المملكة المتحدة.
ولسلطنة عُمان حضور بارز في وسائل الإعلام البريطانية من أجل الترويج لأبرز المشروعات الاستراتيجية والفرص الاستثمارية التي تعزز مكانتها محليًّا ودوليًّا، وما يعكس تاريخها الممتد عبر العصور والحقب الماضية، وذلك ببث اللقاءات والتغطيات والمقالات في مختلف وسائل الإعلام البريطانية.