فضاءات

عمان رهاننا الحقيقي والإنسان انتصارها

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

 

 

أثير- موسى الفرعي

 

تلك الدقائق الأربع التي ضمت الخطاب السامي لصاحب الجلالة السلطان المفدى تجاوزت بُعدها الزمني،  بل إن  تلك الدقائق مرحلة مفصلية في تاريخ الإنسان العماني، فلقد تغير تكوين الإنسان والأرض بعد تلك الدقائق ليصبح الإنسان أكثر ارتباطا بأرضه وأكثر نبلا وولاء لقائده، وهنا أستخدم “أكثر” لأن التجربة التاريخية القديمة والحديثة أثبتت أن الإنسان العماني هو الرهان الحقيقي الذي يرجح كفة هذه الأرض الطيبة المباركة وذلك بالتفافه حول عقيدته والمبدأ الذي يؤمن به ومن حينها ومنسوب هذا الارتقاء الإنساني يتزايد ويمتد، وهذا الإنسان بكل ما يملكه من ولاء وانتماء كان واضحا إلا أن تلك الدقائق كانت ضوءً ينساب في كل شرايين الإنسان العماني، فأصبحت تلك الدقائق تسكن كلَّ واحد منا كقنديل ضوئي يرشده إلى عوالمه الخفية الداخلية التي لم يستدل عليها بعد، وتلك هي طبيعة الإنسان الذي يفنى عمره وهو يحاول دائما أن يستكشف ما خفي منه.

 

تمر الأجيال وتبقى آثارها نقشا بذاكرة الكرة الأرضية ، وتشيخُ كل الأرض وتبقى عُمان عروسا بكامل أبهتها ونضارتها وجمالها.

 

لقد أثارني تسجيل نشره مركز stratfor الاستخبارتي للدراسات عبر اليوتيوب وهو مقطع من حوار مع Robert D. Kaplan كبير المحللين الجيوسياسين في المعهد يشيد بدور عُمان ووساطتها ومن ثم جغرافيتها التي هي حماية لها، وأيضا الفائدة التي يمكن أن تجنيها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك باستخدام المرافئ العمانية، والكثير من مفردات المغازلات السياسية التي مثلت الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار مصدرها، إلا أنه لم يدرك أن عُمان لا تأخذ بكل عبارات الغزل السياسي التي تشي أن أمريكا صاحبة فضل وتملك حق التصرف، ” لا ” فعُمان وحدها من كوّنها الله على هذا الكوكب الأخضر بجغرافيةٍ هي وحدها من تملك الحق الكامل فيها، وسواعد أبنائها هي من بنت وعمّرت، وقيادتها الرشيدة هي من رسمت وأنارت الدرب، ورجالاتها الأوفياء هم من مشوا على دربٍلا اعوجاج فيه، فلا يأتي بعد ذلك من يحاول أن يركب موجة المجد ويدعيها، فإن اعتبر المركز أن عمان في الشرق الأوسط أهم من بولندا في أوروبا، فنحن نؤمن أن عُمان أهم من أي جزء على هذه الأرض، ونعلم إلى أي مدى يُمكن أن تخدم العالم بمعطياتها الجغرافية التي خصنا الله بها، وعقول رجالها التي قدَّر الله أن يكونوا لها، وقلوب أبنائها التي تقودهم إلى الحق الكامل.

 

إن أبناء هذا البلد الكريم هم الرهان الحقيقي للانتصار على كل المتغيرات التي قد تمرُّ بالمنطقة، فالجغرافيا التي تغزل بها Robert D. Kaplan دائمة الانتصار على كل ما مرَّ بها وما سيمرُّ أيضا، لأن الإنسان الذي يحيى عليها هو الرهان الحقيقي الذي ينتصر لهابإيمانه بها، ورجالاتُ هذا الوطن أعلم بمقوماته وكيفية استثمارها، ومعطياته وكيفية ترشيدها.

 

فليعلم كلُّ من يلتقط نفسا من أوكسجين هذه الأرض أن لا وصاية على عُمان‘ فدور البطولة الحقيقية – إن كان لا بد من توزيع الأدوار –  فعمان أولا، وهذا الرجل العظيم جلالة السلطان المفدى أولا، وهذا الإنسان الكبير على هذه الأرض أولا وبعدهم تأتي كل الأشياء.
 


 

فلتحيا عُمان .. وليحيا السلطان
وكل عام وأنتم أيها الأحبة بكل خير، وعماننا عظيمة بهية، ووالدنا وقائدنا بخير دائم وعمر مديد
 
* ١٨ نوفمبر المجيد



Your Page Title